السلام عليكم

أنا سيدة لدي طفل عمره سنة وشهران، قليل الكلام، يعبر عما يحتاجه دون زيادة، مثلا إذا أراد أن يأكل يقول: (نم)، وإذا أراد أن يضرب يقول: (دد)، وعند المشي يقول: (دا دا)، وعندما ينادي يقول: (أم أم)، ويسكت تماما طوال اليوم دون أي كلمة، ينطق حسب الموقف فقط، رغم أنني أردد له طوال اليوم كلمات سهلة، وأقرأ له القرآن الكريم دائما.

يحب اللعب مع أخته، متفاعل جدا، يفهم ما أريد، فمثلا إن قلت له: (هات الكرة، خذ الهاتف، تعال، اذهب للنوم، لا تفعل كذا)، لكن دون كلام، وصدر أصوات مثل (اااااا)، لا نستخدم أي نوع من الأجهزة الإلكترونية في المنزل نهائيا، وألاحظ عليه العناد كثيرا، وأستمر بالحديث معه وهو ينظر ويبتسم دون نتيجة، ولا يريد المشي، رغم أنه يقف ويستند على الأشياء من حوله، إذا حاولت أن أمسكه يرفض ويضرب برجليه على الأرض، ويقف عندما يحلو له، وإذا حاولت أن أساعده بالوقوف يرفض بشدة.

أستخدم أساليب جديدة، وفي كل مرة أحاول إغراءه بالحليب أو بلعبة، لكن دون فائدة، راجعت أطباء كثرا، كلهم أكدوا لي أنه طبيعي جدا، ولا يوجد أي مشكلة لديه، لكنني قلقة جدا، وإحساسي أنه يعاني من شيء نفسي أكثر من عضوي، وخاصة موضوع الكلام، فهل من الطبيعي أن يمضي يوما كاملا أو يومين دون أن تخرج أي كلمة من فمه؟

كما أن لدي صديقة مشكلتها تشبه مشكلتي، فابنها يبلغ سنتين من العمر لا يتكلم أبدا، فقط يشير بيده على ما يريد، أو يقول (نن) فقط، وهو ذكي ويفهم على أمه جيدا لكن دون كلام، عرضته على طبيب مختص، اقترح عليها دواء (nutrigen)، وقال أنه يحفز المنطقة المسؤولة عن الكلام في الدماغ.

أرجو من حضراتكم الرد على الحالتين بشكل منفرد، شاكرين جهودكم، جعله الله في ميزان حسناتكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مما ورد في رسالتك أنا لا أرى أن طفلك يعاني من أي علة، ليس من المتوقع في عمر سنة وشهرين أن ينطق كلمات كاملة، أو يركب جملاً، هذا غير وارد -أيتها الفاضلة الكريمة-، وأهم شيء أن الطفل يتفاعل تفاعل وجدانيا، اجتماعيا، طبيعيا، وهذا يعني أن الطفل طبيعي، فلا تتعجلي الأمور بهذه الكيفية، أرجو أن لا توسوسي، لا زال مبكراً بالنسبة للطفل فيما يتعلق بموضوع اللغة وتطورها.

والأطباء أكدوا لك أن طفلك سليم، فأرجو أن لا تنزعجي، ومن الجميل أن تلاعبي طفلك، وأن ترددي له الكلمات، وأن تقرئي عليه القرآن، لكن يجب أن لا تنزعجي إذا لم يستوعب كل شيء، فهو لم يصل مرحلة الاستيعاب المطلوبة، العمر الارتقائي عند الإنسان معروف، ويكتسب معرفة أو معلومات أو إدراك حسب المرحلة العمرية في هذا العمر، بالنسبة لابنك لا يمكن أن نحكم على موضوع اللغة، على العكس تماماً ما يردده هذا مبشر جداً، فأرجو أن تطمئني، وأسأل الله تعالى أن يجعله قرة عين لكما.

وبالنسبة للطفل الآخر أي طفل صديقتك، ما دام عرضته على الطبيب وأوصاها بدواء معين فلا بأس في ذلك، لكن مع احترامي الشديد لا أرى أن هنالك مجالا لاستعمال أدوية مثل هذه الحالات، فالطفل ما زال صغيرا، ما دام تفاعله الاجتماعي جيد وهو ذكي، لا نستعجل أمر الكلام، الطفل لا زال صغيراً ويعرف أن الأولاد يتأخر عندهم تكوين اللغة نسبياً مقارنة مع البنات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.