السلام عليكم ورحمة الله

كان عندي خوف من مقابلة الناس والنظر في أعينهم، وكنت أخاف من الصور والأفلام في صغري والتعامل مع الآخرين بصفة عامة ومن معاملة أبي، لكني لم أكن أفكر في الموضوع هذا كثيرا، إلى تقريبا بعد الثانوية دخلت كلية عن غير اقتناع، وكرهتها كرها شديداً، فليس بها اجتماعات ونشاطات مهمة مثل الجامعات الأخرى، فكنت كارها لحياتي وانعزلت عن الناس.

قلت سأبدأ أقترب منهم، ولكن كان هناك أناس أعطيتهم أكثر من قيمتهم، وأخاف أن أكلمهم أو أنظر في أعينهم واضطررت أن أبعد عنهم من غير سبب، ذهبت لأقدم على شغل فصاحب الشغل نظر في وجهي وعيني وسألني فارتبكت وزادت ضربات قلبي واحمر وجهي، فتركته ومشيت من غير سبب، فزاد عندي الموضوع لدرجة أني أخاف أن أرد على التليفون على أحد غريب أو أفتح الباب لأحد لا أعرفه.

الموضوع هذا ممكن يؤدي للانتحار، هل هناك دواء مفعوله يقلل هرمون الخوف أو دواء آخذه قبل المقابلات؟

وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من رهاب اجتماعي، أو قلق اجتماعي من مقابلة الناس أو الاجتماع بهم أو مواجهتهم، ولا أدري لماذا كنت تخاف من أبيك هل كان صعب التعامل أم لا؟

الشيء الآخر ليس هناك هرمون للخوف، ولكن الخوف هو شيء نفسي عندما يخاف الإنسان أو يتوتر أو يقلق الجسم يفرز مادة تسمى مادة الادرينالين استعداداً لحماية الشخص من الخطر الداهم، ولكن هذا يفرز بعد الخوف، وليس قبله.

العلاج علاج الرهاب الاجتماعي والخوف إما أن يكون علاجا دوائيا أو علاجا نفسيا سلوكيا معرفيا، ويفضل الجمع بين الاثنين، والعلاج الدوائي إما أن يكون علاجا مستمرا لمحاربة المرض من أصله مثل مضادات الأس أس أر أيز، مثل السبرالكس مثلاً 10 مليجرام، أو دواء يعطى قبل المقابلة لعلاج الأعراض التي تنتج عند المقابلة من التوتر، وزيادة ضربات القلب، والتعرق، والارتعاش، وأحسن دواء يصرف لهذه الأشياء هو الاندرال، الاندرال 20 مليجرام عندما تأخذه قبل المقابلة يؤدي إلى وقف ضربات القلب الزائدة والتعرق، والارتعاش، فلذلك يقلل ارتباك الشخص، ولكن الأفضل أخذ علاج دائم مثل كما ذكرت السبرالكس حتى يتم التخلص من المرض نهائياً.

السبرالكس 10 مليجرام ابدأ بنصف حبة بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وحتى بعد التحسن تحتاج إلى الاستمرار في العلاج لمدة 6 أشهر، ثم بعد ذلك توقف العلاج بالتدرج، ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتوقف تماماً، وأيضاً إذا كان في الإمكان أخذ جلسات علاج سلوكي معرفي، مع العلاج الدوائي، فهذا يؤدي إلى أخذ جرعة أقل من الدواء، وإلى عدم ظهور الأعراض بعد التوقف عن الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.