السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أتمتع بشخصية قوية واستثنائية، وذلك بشهادة الجميع، قد يغلب على شخصيتي حب الذات، وعدم الاكتراث للآخرين، فأنا لم أكن شخصية اجتماعية، والناس لا يشكلون بالنسبة لي أدنى أهمية، رغم أنني تعرضت في المرحلة الابتدائية للتنمر، وأذكر مواقف كثيرة من تلك الفترة، والأمر لم يؤثر علي، بل كنت شخصية قوية ومستقلة.
بدأت الانتكاسة الفعلية في الجامعة، بسبب الوحدة، فقد تزوجت أختي وسافرت، ومن هنا بدأت أشعر بالوحدة والانطواء، ومن المواقف حينما قدمت عرضي في الجامعة، قدمته وأنا مرتبكة جدا، ولم أقدمه بالشكل المطلوب، ولمت نفسي لأنني لم أحضر مسبقا للموضوع بشكل كافي.
استمرت حياتي بشكل طبيعي حتى أتى ذلك اليوم، كنت أتكلم مع أهلي ولاحظت عدم اهتمامهم لكلامي، وتلخبطت بكلمة، وأصبحت أضحك على نفسي، بعد ذلك الموقف واجهت اكتئابا شديدا، كان في آخر مرحلة في الجامعة، أصبحت لا أتحدث مع أحد، ودائمة السرحان، ولدي ضغوط شديدة، تخرجت -الحمد لله-، وبعد التخرج بدأت أشعر بالمخاوف من مواجهة الناس، وعند الاسترسال في الحديث أتلعثم وأنسى الحديث، ولدي خجل شديد حتى مع أهلي، وتعابير وجهي توضح ما بداخلي.
من المواقف التي أذكرها، إحدى الطالبات التي كانت دائما تضحك ولا تكلمني جيدا حينما أتحدث معها، شخصيتي بتلك الأيام كانت جدا جميلة، ورجحت بأن الفتاة تعاني من مشاكل نفسية، وأيضا واجهت في دراستي الجامعية طالبة شديدة الخجل، ويظهر على ملامحها القلق والارتباك، وقد تأثرت بهذه الحالات.
تزوجت وأنجبت طفلة، وحالتي في تدهور دائم، أشعر بأن ضربات قلبي شديدة، أكره الاجتماعات، وأشعر بالخجل عند لقاء الناس ومقابلتهم، حتى لو كنت أعرفهم، أرتبك حينما يوجه لي الكلام، علاقتي مع زوجي تتأرجح بين السعادة والاكتئاب وعدم الراحة، لا أستطيع التعبير عن مشاعري معه، وأتلعثم كثيرا، وتواصلي البصري معه قليل جدا.
أشعر بأن الاكتئاب الذي أعانيه بسبب المخاوف الاجتماعية، والخجل، والتلعثم الذي أصاب به، وقلة ثقتي بنفسي، ولأنني لا أتواصل بصريا مع الآخرين، كل تلك الأسباب أدت إلى نوبات الخوف، والتفكير الزائد، والقلق، وكره الحياة، وتسارع نبضات القلب، بالإضافة إلى أعراض جسدية مثل: الصداع، آلام البطن، والغازات بشكل شديد.
أتمنى أن لا أعير الاهتمام للناس، وأن تكون شخصيتي طبيعية، ولا أقلق وأخجل، وأن أحب الحياة والناس والاجتماعات، معاناتي بدأت منذ ستة أعوام.
أفيدوني وشكرا لكم.