السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بداية الأمر ترددت كثيراً بالاستشارة النفسية؛ وذلك لاعتقادي أن ما يحدث لي طبيعي، لكن مع الوقت بدأت ألاحظ أن الأمر غير طبيعي، ولعلي أجد لديكم الاستشارة المناسبة.
أنا شاب أبلغ من العمر 31 سنة، كنت في السابق موظف علاقات -خدمة عملاء- لمدة 6 سنوات، وكنت متفوقا بعملي ومتحدثا جيدا، وقدوة في مواجهة الجمهور، وحل المشاكل.
أصبت قبل ستة أشهر وبشكل تدريجي ببعض من التخوف أثناء التخاطب مع الناس، مع التلعثم الخفيف في الكلام، مع وجود تسارع في نبضات القلب، وشعوري بأنهم لا يثقون بكلامي، وعدم المقدرة على التركيز أو الفهم أحياناً، وكنت أظن أن الأمر طبيعي، وأصبح الأمر في ازدياد، وتطور إلى أنني أصبحت أخاطب جميع من أخالطهم من زملاء وأصدقاء خارج العمل بنفس الطريقة، وأصبحت لا أثق في قدرتي على المخاطبة مع الناس جميعاً.
وتسببت مشكلتي في سوء علاقاتي مع الزملاء، وتطور الأمر بشكل ملحوظ، وأصبحت أتهرب حتى أصبحت لا أتقن العمل بالشكل المطلوب؛ مما أدى إلى الاستغناء عن خدماتي بالعمل، حاولت إكمال دراستي الجامعية، ولكني لم أستطع، ولم أجد مقدرة في التركيز أثناء المذاكرة، وتركت الدراسة، مع العلم أني كنت في السابق من المتفوقين بدراستي.
أعمل حالياً سائق تاكسي، أصاب أحياناً بالإحباط، ولا أذهب للبحث عن الرزق هرباً من مواجهة الناس، والحديث معهم في السيارة، وخاصة النساء وأكون بحالة ارتباك شديد أثناء الكلام معهم عكس ما كنت عليه بالسابق، وأحياناً أتأقلم، ولكن ليس كما في السابق، أما الآن فأنا لا أختلط مع الناس هرباً من المخاوف والتخيلات الفكرية التي تراودني أثناء الجلوس معهم، واعتقادي بأنهم يعلمون ما أصابني، مع يقيني أنها غير صحيحة، ولكن الأفكار تسيطر بداخلي، ولم أستطع التغلب عليها.
أرجو توجيهي بعلاج لمثل حالتي التي لا أعلم تصنيفها، والله المستعان.