السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور المتواضع، والرائع، والأخ الكبير بالنسبة لنا، الدكتور/ محمد عبدالعليم:
عمري 25 عاما، أكتب لك وكلي حسرة وندم، كلي أسف وألم على ماضٍ حزين وكئيب، وحاضر مؤلم وملل، ومستقبل مظلم ومجهول.
أولا: أنا لا أحب الخروج من المنزل، وتعودت على ذلك، حتى وأنا في البيت أجلس ولا أفعل شيئا، كل الوقت أكون مستلقيا على السرير، وأشاهد التلفاز، أو أقرأ شيئا ما، أو أسترسل مع أحلام اليقظة، وأتحسر على الماضي، وعندما أهم بالخروج أجد نفسي تتوق للعودة إلى المنزل، أظل أنتظر العصر بفارغ الصبر حتى أذهب إلى التمرين، وعند العودة في المساء لا أفعل شيئا سوى التفكير في التمرين القادم.
هل تصدق -يا دكتور- بأن روتيني اليومي الممل لم يتغير منذ خمسة أعوام، وهذا الأمر يحرجني مع أهلي، ومع الزوار والجيران حينما يزورون منزلنا!
أعتقد بأن حادثة الاعتداء في صغري، والتي كانت برضا ورغبة مني، وليست اغتصابا كما نسمع اليوم، أرجح بأنها أثرت على علاقتي وحياتي بشكل كبير.
في السابق كان لدي رهاب كبير، لكنه خف بنسبة كبيرة في الفترة الحالية، لأنني أحيانا أجلس مع مجموعة من الأشخاص يكبرونني بالعمر، ليسوا أصدقائي، لكنني أجلس معهم وأتكلم، وأشاركهم الحديث لو كنت ملما بالموضوع المطروح.
في الوقت الحالي أعيش على ذكريات الماضي، وكيف أنني ضيعت عمري، فقد فصلت من الجامعة بسبب الغياب المستمر، وحلم آخر تبخر مني وصار هباء منثورا، في بداية التحاقي بالدراسة لم تكن لدي الرغبة في الدراسة الجامعة، وبعد فصلي من الجامعة ندمت وأصبحت القراءة تمثل لي عقدة دونية.
في السابق لم يكن لدي رغبة في تكوين شبكة من الأصدقاء والمعارف، نعم كان لدي أصدقاء، لكنهم سقطوا من خارطة حياتي، لأنني في السابق كنت أعيش من أجل حياتي وملذاتي، الاستمناء والأفلام الإباحية، أو متعة متابعة التلفاز، لكن اليوم لدي رغبة في تكوين صداقات قوية ومفيدة؛ بسبب الفراغ الكبير الذي أعيشه، في السابق رغم كوني وحيدا كان وقتي كله ضائعا بالفراغ كما ذكرت لك، وبعد ترك العادة السرية، وفقدان الاستمتاع بالإنترنت والتلفاز كالسابق، أصبحت أعيش في فراغ عاطفي، ولدي وقت طويل جدا، أنا لا أشارك الناس في مناسباتهم، ولا أعاود المرضى، ولا أسير في الجنائز في محيط الحي الذي أسكن به، معرفتي للناس تقتصر على معرفة أسمائهم، أو المعلومات العادية.
تركت العادة السرية، وقلت مشاهدتي للأفلام الإباحية، قرأت في موقعكم العديد من الاستشارات حول تطوير الذات، وتطوير المهارات، وحول التعامل مع الناس، استفدت بالفعل، وزادت ثقتي بنفسي كثيرا عن السابق، فقد كنت أحقر نفسي.
أعاني من القلق، والتفكير في المستقبل منذ طفولتي حتى اليوم، ويتمثل القلق والهم في الخوف من التقدم في العمر، وهذا القلق أفقدني الحاضر والمستقبل.
الكثير من الأشخاص يسخرون مني، ويقللون من قيمتي حينما يحادثونني، حتى إخوتي.
أعاني من الإمساك، والوسواس القهري، والقولون، أعاني من القلق طوال الوقت، أشعر بالحزن طوال الوقت، وبالأخص عندما أستيقظ، وجهي أصبح شاحبا، أشعر بأنني أغرب شخص في العالم، ولا أحد يشبه حالتي، وأخيرا بسبب الفراغ والملل أصبحت أخاف من الغد وكيف سيكون؟
شكرا لكم، وآسف على الإطالة.