السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة حديثة التخرج من الجامعة, أعاني من نوبات اكتئاب واضطراب وجداني تأتي كل شهرين إلى ثلاثة تقريباً، منذ سن الحادية عشرة, بالإضافة لهوس نتف الشعر منذ نفس السن، حياتي العائلية طبيعية تتراوح بين الجيد والسيء، ولله الحمد على كل شيء.
منذ بداية آخر سنة جامعية أصبحت لا أستطيع النوم براحة، والقلق يأكلني وينهي ما حاولت الإبقاء عليه من حاجبي أو رموشي, فوجدت نفسي أذهب تلقائياً لدورة المياه للتقيؤ, وهذا فعلياً ما يمنحني إغماءة النوم, أصبحت العادة تتكرر كل أسبوع تقريباً، وكنت أتعمد أن آكل طعاماً كثيراً لكي أرهق نفسي أكثر أثناء التقيؤ، مما ينتج ضعفاً أشّد يساعدني على النوم.
توقفت عن هذه العادة بلا سبب معين، فقط وجدت نفسي متوقفة عنها والحمد لله, لم أكن أحبها أبداً، لكني كنت أشعر أني مسيّرة لها، مما يدفعني للبكاء في كل مرة أجد نفسي متجهة لدورة المياه.
المشكلة أن هذه العادة عادت منذ ثلاثة أشهر لكن ليس بسبب دافع النوم, بل لأني لا أستطيع أبدأ أن أتحمل وجود أي شيء في معدتي حتى البيضة المسلوقة أو حبات التمر, أشعر بخلل كامل في جسدي لمجرد أنني أبقيت فيه الطعام الذي أكلته, حاولت أن أجرب أكلات أحبها، وأكلات خفيفة على المعدة كالسوائل والشوربات فقط، لكن كانت تزيد الطين بلة.
أخشى كثيراً من مضاعفات هذه العادة التي بلغت أن أتقيأ أربع مرات في اليوم تقريباً, لا أستطيع دفع تكاليف الأطباء وأدوية الوسواس والاكتئاب تأخذ من ميزانيتي من الأساس.
قرأت عن البوليميا لكن أعتقد هذا قد يختلف، فأنا لا أكثر من الأكل أو أكل بشراهة بل لا أستطيع تقبل وجود طعام في بطني, مع وجود الشهية الكبيرة للطعام, خسرت سبعة كيلو من وزني خلال الأشهر الماضية، بالرغم من أني لا أقوم بأي نوع من الرياضة.
أخشى كثيراً من العقوبة الإلهية، فأحياناً أتجاهل حقيقة كوني سأتقيأ كل ما سآكله، مع ذلك أجدني أتناول الغداء متكاملاً، كأي إنسان طبيعي، وبعده بدقيقتين أقوم بالتقيؤ على خيالات أطفال المجاعات والحروب، مما يزيد شعوري السيء في نفسي أضعافاً مضاعفة.
لا أعلم كيف أتصرف مع نفسي, ويبدو تحولي لعادة مزمنة كوني لدي قابلية الإدمان على العادات.
ما هو حكم الإسلام في ذلك؟ اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا, ونعوذ بك من زوال نعمتك وحلول نقمتك وتحول عافيتك وجميع سخطك.