السؤال
السلام عليكم..
لغرض الاختصار والوضوح سألخص استشارتي في مجموعة أسئلة..
1) أنا آنسة غير موظفة، شخصيتي تعد لغزا بالنسبة إلي، فمشاعري وأفكاري وتصرفاتي عصية على الفهم، الشيء الوحيد الذي أقطع به هو أنني من ذوي الحساسية المفرطة، وأقول ذلك لأنني قرأت كتابا متخصصا في هذا الشأن، ووجدت الصفات منطبقة علي، مما منحني شعورا بالراحة جزئياً.
وسؤالي هو كيف يمكنني التحكم بثورة مشاعري؟ كيف أمسك بزمام نفسي ولا أتصرف بناء على ما تمليه علي مشاعري؟ فكثيرا ما تتسبب حساسيتي لي بمشكلات جمة، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع والدتي وأخواتي، إذ أجدني أقحم نفسي في مشكلات معهم ومقارنات لا تنتهي بيني وبين أخواتي من ناحية تعامل والدي معنا وما إلى ذلك، وهذا جرني إلى الغيرة الشديدة من الآخرين، ممن يحوزون فضائل لا أحوزها.
2) أتأثر بشدة بقلة النوم الذي لا أجد منه مفرا في بعض الليالي، وأشعر بالثقل والتعب والملل ولا أمتلك القدرة على مجاملة الآخرين إطلاقا، ويخيل إلي أن اليوم بغيض وثقيل جدا، ويستحوذ النوم على تفكيري بالكلية، فأخسر يومي بسبب قلة النوم، فكيف أتكيف في هذه الحالة؟ وكيف أقبل بهذا الأمر وأمارس حياتي كالآخرين الذين لا يبالون حتى إن فاتهم نوم يوم كامل.
3) اهتماماتي متذبذبة جدا، ومزاجي يتقلب باستمرار، في كل مرة أرسم لنفسي هدفا وأجدني متحمسة له، أفقد حماستي بالكلية بعد مدة وجيزة، وأتساءل عن أهمية هذا الهدف؟ وهل يستحق أن أسعى لتحقيقه أم لا؟ وأفقد الشعور بجدوى تحقيقه، وتتنامى رغبتي في تحقيق هدف آخر، ثم ما يلبث أن يجري على هذا الهدف الجديد ما جرى على سابقه، ولا أعرف كيف أحدد مجالات قوتي وضعفي؟ لأنني أساسا لا أفهم نفسي ولا أعرفها، أريد أن ألم بكل شيء، لكنك لن تحمل البيض كله في سلة واحدة، فهل يلزمني أن أحقق هدفي في المجال الذي أتقنه؟ كيف أضع لنفسي هدفا وأستمر في العمل لأجله؟ أشعر أني ممزقة ومشتتة الفكر والعقل، وبدون مواهب، وبدون أهداف تسهرني، وتحثني على المضي قدماً.
4)مشاعري تجاه الأشخاص هي الأخرى ليست ثابتة، فقد يحصل أن أحب أحدهم بشدة ثم أبغضه بشدة، ثم أعود لمحبته، أحيانا أخالني مصابة بضرب من الجنون، فمشاعري تستند على حالتي المزاجية وعلى تعامل الأشخاص معي، فكيف يمكن أن أكون منطقية أكثر وأتحلى بالصبر وأسامح الآخرين عن طيب نفس؟ وهل سيؤاخذني الله إن قصرت في جانب التعامل مع الآخرين ومع والدي؟ علما أنني أعاني من شخصيتي وتذبذب أفكاري وتقلب مشاعري.
5) عندما أجري محادثة كتابية أنطلق وأعبر عن نفسي بحرية، لكن الأمر يختلف تماما حين تكون المحادثة كلامية، إذ أصبح خجولة ومترددة في الحديث، وتكون جملي مبعثرة ومبتورة، وكأنني نسيت اللغة تماما، ولا أجد شيئا يستحق الذكر لأتحدث بشأنه، وهذا يولد لدي شعورا بالقلق من نظرة الطرف الآخر إلي، ويخيل إلي أنه يشعر بالملل ويحس بالتناقض بين مستواي الكتابي ومستواي الكلامي، فهل أنا مصابة بالرهاب؟ لماذا أعمد أحيانا إلى بتر جملي وعدم إتمامها؟ وأعزف عن استخدام الكلمات الجميلة والمؤثرة وأتعمد أن تكون طريقة حديثي بسيطة جدا وتافهة رغم قدرتي على استخدام ألفاظ أجمل وأعمق، وكأنني أتواضع، أو أشعر بأني أقل من أن أستخدم مثل هذا الأساليب المعبرة في الحديث؟ ونتيجة لذلك أشعر بصدود الآخرين عن الإصغاء لما أقول.
أعتذر عن الإطالة، ولكن هذه الأسئلة تسبب لي حيرة شديدة، وشكرا لكم.