السؤال
أنا فتاة بالغة من العمر (19) سنة، لم أخط هذه الخطوة إلا بعد التفكير، والكثير من المحاولات الفاشلة لحل مشكلتي.
إنني أعيش في صراع دائم مع نفسي، أريد أن أتحرر من القوقعة التي أعيش فيها، أريد أن أبرز نفسي، أريد أن أكون على سجيتي، أريد أن يكون لدي أصدقاء ومعارف، وعلى الأقل صديقة أقضي معها وقتا، صديقة تحب أن تكون معي على أساس أني أنا، لا لتحقيق أغراض شخصية.
في الحقيقة سئمت من العيش هكذا، دائما وحيدة، ودائما أنا تلك الفتاة التي تراقب زملاءها في العمل والجامعة يتبادلون أطراف الحديث، ويمزحون، ويضحكون، وهي في الطرف وحيدة، أريد أن أحصل على من يحبني، سئمت من كوني أنا من يحترق قلبه ويدفن مشاعره.
دائما أحاول أن أقترب من الناس، وأبدأ الحديث معهم، لكني أصد، وأتلقى منهم نظرات التجاهل وعدم الاهتمام من أول لقاء، والتعليقات على عدم فهم كلامي، وأضطر دائما لإعادة كلامي، في الحقيقة أني أبتلع الكلمات في بعض الأحيان، ولا أعرف سرد الحقائق، ولا أجيد المزاح في كثير من المرات، أحاول تقليد الآخرين في الكلام، لكن ذلك لا يليق بي، أحس أني تافهة.
بعد فترة من معرفة الناس لي يصبحون يعاملونني كنكرة وحمقاء غبية!، فيلقون علي الأوامر والكلام الجارح، والملاحظات المهينة، ويضعونني دائما في مواقف محرجة، ولا أعرف كيف أدافع عن نفسي، كأنني ابتلعت لساني، ولا أجد كلمات مناسبة للرد، وأشعر بالضعف والحزن على حالي، رغم أني أريد البكاء لكن لا أجد دموعي، ودائما أريد أن أنسى ما يحدث لي وأتخطاه، وأعيش كل يوم كبداية جديدة، أسعى لأن أدفن تلك الفتاة الضعيفة، وأولد مرة أخرى فتاة أخرى قوية واثقة ذات شخصية جذابة، لكن دائما أفشل لأظهر من جديد كما كنت عليه.
في بعض الأحيان أحاول أن أقنع نفسي أنني مميزة، وغير الكل، لذلك لا أندمج مع الناس، وينتظرني مستقبل مشرق تعويضا للمعاناة التي عشتها، إلى متى علي أن أصبر وأتحمل، وأنتظر ذلك الوهم؟ لماذا أنا؟ لماذا لم أولد غير أنا؟ لماذا لا أحظى بأسرة مستقرة؛ أب متفهم، وغير بخيل، يحب أبناءه وزوجته، ويحرص على راحتهم، أمّ لا تنتقد زوجها، ولا تجرح مشاعر أولادها؟
أريد أن أراهم مجتمعين يتبادلون أطراف الحديث، ويضحكون، ولكن أدخل إلى المنزل وأتمنى أني لم أفعل، فدائما الشجارات، و(عفريتان) في المنزل (أخواي) اللذان لا يتركان شيئا، ويحرمان علي النوم في عطلة الأسبوع، بمعنى أني أعيش الجحيم أينما ذهبت!.