السؤال
السلام عليكم.
عندي مشكلة وأحتاج نصحكم لي وتوجيهي من الناحية النفسية والاجتماعية.
أنا موظف أكاديمي، ومتزوج -ولله الحمد-، ولي والدة (سبعينية) وأنا ابنها وعائلها الوحيد، كون والدي كبير في السن (على مشارف التسعينات)، وعندي أيضا صك إعالة، رغم أن لي عدة إخوان من الوالد من زيجات سابقة له.
ابتعثت من عملي للحصول على الماجستير، واضطررت أني أترك والدتي ووالدي مع أحد إخواني الكبار، ساء وضع الوالدة الصحي خصوصا أن عندها ضغطا وسكرا وربوا، وعاشت شبه معزولة عن الناس لكون أخي في مدينة ليس فيها أحد قريب أو حتى صديق للوالدة، وكنت دائما أعود في الفترات الصيفية كي أجلس مع أمي وأرفّه عنها، وكل إجازاتي أقضيها معها، حتى أنهيت دراستي وعدت.
لما رجعت من البعثة من بعدما يقارب الـ 3 سنوات؛ فوجئت بحالة الوالدة الصحية والنفسية، حيث أنها كانت كثيرة النسيان بعض الأحيان، غير مدركة للمكان والزمان، تم تشخيصها بأن لديها مرض الزهايمر.
بعدما يقارب السنة من حين أنهيت البعثة السابقة استقرت حالة الوالدة النفسية والصحية -ولله الحمد- حيث أنها ووالدي مقيمين معي في نفس المسكن، من حين عودتي من البعثة، وأشاركهم الوجبات، وأجلس معهم بشكل يومي -ولله الحمد-.
الآن أنا مجبر من جهة العمل على الابتعاث مرة أخرى للحصول على درجة الدكتوراه، ولا أدري ماذا أعمل بوالدتي ووالدي؟ وخصوصا والدتي لتعلقها الشديد بي وحبها لي، ولعلمي بما سيترتب من سفري على حالتها النفسية والصحية، حيث أن مريض الزهايمر يحتاج الانتباه الدائم والاستقرار النفسي، لكيلا تسوء وتنتكس حالتها بسرعة.
أما والدي فلا يمانع أنه يجلس مع إخوتي، والحمد لله صحته جيدة.
جاءتني فكرة أني آخذها معي إلى بلاد الابتعاث، وجاءتني فرصة أن أرى مدى تقبلها للوضع والمعيشة هناك، حيث أنه أتتني فرصة من العمل، رحلة عمل لما يقارب الـ 15 يوما خارج البلاد، فأخذت أمي وزوجتي وسافرنا، وفوجئت بانتكاس حالتها وزاد نسيانها وخوفها منا وعدم وعيها وإدراكها بالمكان والزمان، حتى أني خفت عليها أن تسوء حالتها لدرجة لا يمكن العودة بها إلى وضعها السابق، ولكن عندما عدنا إلى أرض الوطن بدأت تدريجيا تستوعب واستقرت حالتها النفسية قليلا.
لذلك ألغيت فكرة أني آخذها معي، وازدادت حيرتي وكبرت مشكلتي، لأني لا أستطيع أن أترك والدتي مع أحد إخواني أو أخوالي، وفي نفس الوقت لا أستطيع أخذها معي إلى دولة الابتعاث.
أفيدوني في وضعي جزيتم خيرا.