في السنة الفارطة جاءتني حكة شديدة في جسمي، وانتشرت حبوب في يديّ وساقيّ وبين الفخذين، ومرة تظهر ومرة تختفي، والحكة تشتد أثناء الليل. قال لي الطبيب أنه جرب وأعطاني أسكالول وأسكابودر للرش في المنزل. استعملت الأسكالول أكثر مما وصفه لي الطبيب، وبقيت أشهراً عديدة أستعمله أنا ومن معي في المنزل. ورششت ملابسي وفراشي وكل شيء بالأسكابودر و لم أُشفَ إلا بعد فترة طويلة.. وبعد ذلك صارت الحكة في رأسي، ولا يوجد قمل ولا صئبان! ودائما أغسل شعري ويظل يحكني جداً، فهل يمكن أن يكون جرباً؟

أما الآن مع بداية الصيف رجع جسمي يحك، وتظهر الحبوب وتختفي فجأة خاصة بين أصابع أرجلي ومرفقي، أنا تعبت منه ولم أعد أريد أن أعيد ذلك العناء مع الأدوية، كما أنني مرضت نفسياً، وصرت أستعمل مضاد اكتئاب.

فما الحل؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كنتِ متأكدًة من التشخيص، وأن إصابتك هي عدوى الجرب؛ فيعتبر مستحضر Permethrin5% هو الخط الأول للعلاج، ويفضل أن يكون على هيئة لوشن، ويكون استخدامه مرة واحدة فقط مساءً بعد الاستحمام وتنظيف الجلد جيدًا، ويراعى دهن الجسم بالكامل من الرقبة حتى أسفل القدمين، ثم تتركينه على الجسم لفترة من 8 إلى 12 ساعة (فترة النوم)، ثم تأخذي حمامًا دافئًا في الصباح، وتلبسي ملابس نظيفة، ويجب أن تكرري هذا العلاج بنفس الطريقة بعد أسبوع.

يراعى غسل كل الملابس المستخدمة وكذلك الملاءات وأغطية المخدات وما شابه، المستخدمة خلال الأسبوع المنصرم بالماء الساخن، وتنشيفها بالشمس إن أمكن، والملابس التي لا تستطيعين غسلها يمكن وضعها داخل كيس بلاستيكي محكم لمدة أسبوع، وقومي بتنظيف غرفتك، والمنزل بالوسائل التقليدية.

أسباب عدم فعالية العلاج ربما تكون عدم الاستعمال الصحيح للعلاج -كما شرحت سابقًا-، أو استخدام كمية قليلة من العلاج، أو العدوى مرة أخرى من المخالطين لك؛ ولذلك يجب أن يتم علاج كل أفراد الأسرة مرة واحدة في نفس التوقيت؛ حتى لا تتكرر العدوى فيما بينكم.

وفي حالات قليلة تكون عدم الفعالية؛ بسبب مقاومة الميكروب للعلاج، وهنا يمكن استعمال نوع آخر من مضادات الجرب مثل: benzyl benzoate، ويترك لمدة من 8 إلى 12 ساعة بعد وضعه على الجلد، واتباع نفس التعليمات السابقة.

توجد بعض العلاجات المتاحة الأخرى، ويفضل مراجعة الطبيب؛ لتقييم الحالة، ومتابعة التحسن، وإعطائك المعلومات الوافية عن المستحضرات المذكورة وغيرها من ناحية الفعالية، والآثار الجانبية المحتملة لكل نوع.

مرض الجرب في العادة لا يصيب فروة الرأس، وهو مرض جلدي يصيب الشخص فترة محددة ثم يختفي، وليس في الأساس مرض مزمن يختفي ويعود مرة أخري -كما ذكرت-، وبالأخص إذا تم العلاج بفاعلية وبالتعليمات المذكورة سابقا، ومن الممكن أن تكون المشكلة التي تعانين منها هي نوع من الأكزيما، أو مشكلة جلدية أخري، ولا يمكن التأكد من التشخيص الدقيق من خلال الوصف المذكور فقط، ويجب زيارة طبيب الأمراض الجلدية لتقييم حالتك، وعمل ما يلزم بعد ذلك.

أتمنى لك التوفيق، وحفظك الله من كل سوء.