السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، وجزاكم عنا خير الجزاء.
أنا رجل أبلغ السادسة والعشرين من العمر، موظف -ولله الحمد- في وظيفة مرموقة، وحالتي الاجتماعية ممتازة ولله الحمد، ووالدي ووالدتي أحياء.
قبل أربعة أعوام أصبت فجأة بحالة عصبية تبين لي بعد أشهر أنها نوبة هلع، ومنذ تلك اللحظة بدأت أقرأ عن الأمراض النفسية وأعراضها، فاكتشفت أن الخوف الذي أشعر به منذ طفولتي في المناسبات الاجتماعية اسمه الرهاب الاجتماعي، والحديث الداخلي الذي راودني طيلة عمري: بأني فاشل وغير قادر على فعل شيء، هو نقص الثقة بالنفس.
مشكلتي تكمن في عدة نقاط، هي: أنني أشعر أن الناس لا تحترمني رغم أنها تحترمني، وأشعر أني ضعيف الشخصية أمام الناس، والناس في درجة أعلى مني، وأني أقل منهم، وأنهم يملكون إهانتي ونقدي، وربما شتمي، رغم أن الواقع لا يعكس تلك الأفكار.
دكتور: ما يتعبني هو أنني عندما ألتقي بشخص لأول مرة أتوتر، وأخاف أن يأخذ عني فكرة أني ضعيف شخصية، وأنا أتألم لهذه الفكرة، ولا أرضى بأن يأخذ عني أحد فكرة أني ضعيف أو جبان، وعندما أدخل على مسؤول أو مدير تطرأ على بالي فكرة أني ضعيف، وأنه أعلى وأقوى مني، ولذلك يملك إهانتي ونقدي، وعند ذلك أتألم وأتوتر، وعندما أدخل عليه أتوتر رغم أني -والله- شخص مقبول، والناس جميعها تحترمني، لكن تلك الأفكار المقيتة هي المؤلمة.
أخاف أيضا من إمامة الناس في الصلاة، في التحدث بين مجموعة من الناس، في الحديث أيضا مع الجنس الآخر. ليست لدي ثقة في نفسي؛ فأخاف أن يعلق الناس على كلامي وشكلي وأفكاري.
أخاف أن أدخل في جدال مع أحد، ويتطور الأمر للأسوأ.
دائما حواراتي الداخلية هي أنا فاشل، أنا نكرة، أنا لا شيء، أنا أقل من الناس.
أتمنى -وهذا المنتظر منكم- أن تراعوا كل كلمة كتبتها، ويعلم الله أني أظن فيكم الظن الحسن أن تأخذوا بيدي وتساعدوني بعد الله عز وجل.