السؤال
السلام عليكم
عانيت من حالة قلق نفسي عندما كنت في السنة الثانية في الجامعة، حيث لم أكن محجبة، وكانت جامعتي في منطقة صحراوية، وأهلها معروفون بالجهل والتخلف، فتفوقت في تخصصي، وتخرجت، وانتهت نوبات القلق تماما من عندي.
حصلت على عمل، وأصبحت إنسانة متفائلة وإيجابية، وتزوجت وأنجبت ابني، وكانت كل أموري جيدة تقريبا، بقيت على هذا الحال لمدة 9 سنوات، بعد ذلك أصيبت والدتي بالسرطان، فقلقت، وفكرت، وخفت، ﻷجد نفسي قد دخلت مرة أخرى بنفس الدوامة، وكانت هذه المرة شديدة لدرجة أنني كنت طول الوقت أفكر كيف أن الأشخاص يتحركون دون خوف من هذا المرض؟ فقد استحوذت تلك الفكرة على تفكيري، وقررت الذهاب إلى طبيب نفسي، وصف لي عقارا اسمه (zelax)، وعانيت مع هذا الدواء إلى أن أخذ مفعوله، وتناولته لمدة 5 أشهر، ثم حملت، فكانت تأتيني نوبات قلق أثناء حملي، وبشكل مفاجئ، ففي يوم ولادتي لابنتي تفاجأت أنني أنجبت طفلة مريضة بمرض نادر عالميا، عانيت معها، وخدمتها، وبذلت ما بوسعي معها دون تقصير، إلى أن رحمها الله بعد 8 أشهر.
انصقلت شخصيتي بعد تجربتي معها، وأصبحت أقوى، ورجع تفاؤلي وتطلعي للحياة، ليعاود المرض إلى جسد أمي، وترجع معاناتي مع نوبات القلق والوساوس مرة أخرى.
ومنذ أن مرضت أمي وأنا أقاوم، وأصلي وأقرأ القرآن، وأواظب على ذكر الله وأستغفر، علما بأنني تحجبت الآن، وأشعر أحيانا أنني أضعف مع الأيام، وأنني كنت أقوى من الآن، أشعر بشد في جسمي وأعصابي، وأشعر بخوف وقلق يراودني، وأشعر بحزن على والدتي، وبدأت أفكر بالسرطان كما كنت قبل، لا أدري ماذا أفعل؟ لماذا لا أستطيع التفكير والقلق والحزن مثل أي شخص يمر بظرف مثل ظرفي؟
أتمنى منكم أن تشيروا علي ماذا أفعل، وهل ستهدأ أموري؟ أم سأبقى على هذه النوبات؟ لأن هذه النوبات مؤلمة، ولا تجعل للحياة طعما، وتسبب لي الكآبة.