السؤال
السلام عليكم.
زوجتي امرأة لجوج ترد الكلام، لي منها ولدان وبنت، أعمارهم :15,10,1، وهم كذلك معاكسون وغوغائيون؛ مما جعلني أعيش دائماً في مشاكل، وخصوصاً أنني مريض بالتوتر العصبي. أفيدوني ولكم الشكر.
السلام عليكم.
زوجتي امرأة لجوج ترد الكلام، لي منها ولدان وبنت، أعمارهم :15,10,1، وهم كذلك معاكسون وغوغائيون؛ مما جعلني أعيش دائماً في مشاكل، وخصوصاً أنني مريض بالتوتر العصبي. أفيدوني ولكم الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Larfa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فإن الواجب على الإنسان أن ينظر إلى جوانب الخير في شريك الحياة؛ لأن العيوب موجودة في كل إنسان وكذلك المحاسن، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه، وهذا هو مضمون التوجيه النبوي الشريف: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر) وعسى أن يكره الإنسان شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.
وأرجو أن نبحث عن أسباب هذا العناد قبل النظر في وسائل العلاج، والصناعي الماهر يبحث عن أسباب تشقق الجدار قبل إصلاح العطب؛ حتى لا تتكرر المشكلة، ويبدو أن النقاش الحاد الذي كان يحصل أمام الأطفال أثّر عليهم، ولا شك أن الخصومات والجدال والعناد أمام الأطفال خطأٌ كبير في التربية، والإساءة للأم وتسفيه رأيها أمام أبنائها يجعلها تعاند، ويكتسب الأطفال هذه الصفة من الأم، فهم في هذه السن ألْصق بالأم ويتأثروا بها سلباً وإيجاباً، فالصواب أن يكون النقاش بعيداً عن نظر الأطفال ومسمعهم.
ومن أسباب العناد عدم فهم نفسيات الطرف الآخر، واختيار كلمات غير مناسبة، وعدم اختيار الأوقات المناسبة للنقاش، ويظهر أن كل مشكلة يحصل فيها نقاش لا تصلوا فيها إلى حل، وبهذه الطريقة تتجدد الجراح مع كل مشكلة جديدة، ويصطحب كل طرف الملفات السابقة.
وحتى تتجنب التوتر فأرجو أن تخرج من المنزل أو من الحجرة عندما يشتد النقاش، وإذا غضب الإنسان فعليه أن يتعوذ بالله من الشيطان، ويسكت، ويذكر الله، ويغير من هيئته، فإن كان واقفاً جلس وإن كان جالساً عليه أن يتكئ وهكذا.
ومما يساعد على تخفيف شدة الغضب ويقلل فرص الانتقام الوضوء، فالوضوء يهدئ الغضبان، فإن النار تنطفئ بالماء، وكذلك الصلاة والذهاب للمسجد حيث بيئة الإيمان، وقبل هذا كله عليك الاجتهاد في تفادي أسباب الغضب، ومن صفات الرجل الحكيم التغافل عن الصغائر، ومراعاة مشاعر الأنثى، ورعاية الظروف النفسية التي تمر بها، وتذكّر أن العِوج والنقص أمرٌ ملازم للمرأة، ولذا كانت وصية الشريعة للرجل بالإحسان لأهله، فقال خير الرجال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
وأرجو أن تتفق مع هذه الزوجة على تغيير أسلوب النقاش، واختيار أوقات مناسبة، فمن الخطأ النقاش عند قدوم الرجل من الخارج، ومن الخطأ مناقشة الجائع أو المهموم أو المريض، ومن الإنصاف أن يذكر الإنسان الجوانب الإيجابية قبل التعرض للسلبيات، كأن يقول الرجل لزوجته صراحة أنا سعيدٌ بمهاراتك في صنع الطعام، وبذوقك الرفيع في ترتيب المنزل، وبحرصك الشديد على الصلاة، وأتمنى أن تتركي اللجاج والحدة، وتتجنبي إثارة المشاكل أمام أطفالنا.
ولابد أن تكون مستمعاً جيداً؛ لأن المرأة تحتاج لمن يستمع لها، ويشعر بآلامها، وآخر الدراسات تفيد أن المرأة تتكلم أكثر من الرجل بنسبة خمسين بالمائة تقريباً .
وعليك أن تتجنب الكلمات القبيحة، فإن المرأة لا تنساها أبداً، ولكنها تنسى المواقف الجميلة وتنكر المعروف والعشير، فعليك أن تذكرها بالله، وكن وفياً، واعلم أن شريعتنا تأمرنا أن نقول للناس حُسناً، فكيف بشريكة الحياة ورفيقة الدرب وأم العيال؟ وقل لها كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته: (إذا غضبتُ فرضني، وإذا غضبتِ رضيتك، وإلا لم نصطحب) وعليك أن تدفع بالتي هي أحسن .
نسأل الله لكما التوفيق والسداد والرشاد.