السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 18 عاماً، أعاني من خوف شديد عند الجلوس مع الناس، وأخاف إلى درجة أني لا أستطيع الجلوس، وأشعر بأن الجميع يتحدث عني في نفسه، فأضطر للانسحاب من الجلسة سريعاً! قطعت علاقتي بأقاربي، وأذهب إليهم في الشهر مرة منعاً لإحراج والدي.
أدرس في السنة الأولى من الجامعة، لكن في الجامعة ليس لدي الرهاب بالصورة الشديدة التي أجدها مع أقاربي.
شخصيتي بالجامعة مناقضة لشخصيتي الرهابية تماماً، بدأت أفكر في الانسحاب من الجامعة؛ لأني لا أستطيع فعل شيء، فأنا فاشلة جداً في حياتي جميعها، دائماً أفكر وأقول: حتى وإن أكملتِ دراستك فالرهاب سيمنعك من الوظيفة.
لدي صديقات لا بأس بعددهن، وأستطيع الحوار والضحك والمزاح معهن، وأستطيع أن أتحدث بصوت عالي، فلا يهمني من يلتفت إليّ.
أواجه مشكلة حقيقة، وهي أنه عندما يطلب مني شرح دروس لا أستطيع إلقاء درس أو كلمة قصيرة على مجموعة كبيرة من الطالبات، حيث تظهر لدي جميع عوارض الرهاب، فأصبحت لا ألقي شيئاً من ذلك، لكني أتألم في داخلي، فدرجاتي فقدتها بسبب رهابي، والجميع يسألني عن سبب تجاهلي للشرح، ويحذروني من فقد درجاتي، لكني أبدي لهم أني مهملة، وليس لدي الوقت للتحضير.
معلمتي أصبحت تسخر مني أمام صديقاتي، وتصفني بالمهملة، لكني أقابل كلماتها بابتسامة، ولا أحب أن يعرفوا أني أعاني من الرهاب.
أيضاً قبل أنا أشارك في الصف أستخير عدة مرات قبل الإجابة، فأنا لا أثق في نفسي مطلقاً، وأرتبك كثيراً إن خرجت للحل في السبورة أمام الطالبات، مع أني أكون فاهمة للحل، لكني أنسى كل شيء بمجرد التقدم للحل.
أنا في مرحلة حرجة من حياتي، أريد التفوق الجامعي، لكن مهما فعلت فالرهاب يمنعني من كل شيء.
أرجوكم أريد حلاً عاجلاً غير آجل.
طرحت على والدتي فكرة الذهاب إلى دكتور نفسي لكنها رفضت ذلك، قلت لها: احضري لي فقط الدواء، لا يهم إن ذهبت إلى دكتور أو لم أذهب، فرفضت أيضاً، وقلت لأبي ذلك فرفض أيضاً؛ لأنهم يروني فتاة عادية، ولا يرون أن ما أعانيه هو مرض يجب التخلص منه.
أنا في المنزل أتكلم وأضحك مع الجميع إلا أخواتي فأعراض الرهاب تأتيني أمامهن، لكن أمي وأبي وأخي أتحدث وأضحك وأتخاصم معهم، ويقولون: أنت تعاندين نفسك، ولو جربت تشرحين لما فشلت، وأنا والله لا أعاند.
أرجوكم أنقذوني، لا أحد يريد مساعدتي من أهلي، وأتمنى لو تُقدِّرون حاجتي إليكم، فأنتم أملي الوحيد بعد الله، وكم فرحت -والله- كثيراً عندما علمت بوجود مكان للاستشارات في موقعكم.
أفيدوني، جعلكم الله من أصحاب الفردوس الأعلى.