السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على ما تبذلونه من مجهودات، كما أرجو منكم الرد السريع -إن شاء الله-.
أختي الصغيرة، عمرها 18 سنة، منذ شهرين تقريبًا تقول لنا: إنها من حين لآخر تسمع صوت أطفال، وعراك، ولكننا لا نسمع، ونقول لها: إنك تتخيلين، وفي يوم 3:1:2015 السبت الذي مضى قامت من النوم في الساعة 4 صباحًا فزعة، وقلبها يدق بسرعة، وقالت: إنها لم تكن تحلم بكابوس، ثم هدأت ورجعت للنوم، ولكنها لم تنم وأنا كذلك رأيتها تدخل الحمام، ثم رجعت إلى مكانها، ولم تقل لي شيئًا.
وفي الصباح قالت لأمي: بأنه كلمها اثنان من الجيران، ونصحاها بأن هناك من وضع في منزلنا كاميرات مراقبة، وهو يراقبنا الآن وبعثوها إلى الحمام، فسألناها متى وأين؟ فقالت: وأنا في فراشي سمعتهما يكلماني أحدهما من الشارع، والآخر من منزله في نفس التوقيت الذي رأيتها فيه ذاهبة إلى الحمام.
أفهمناها أنه من غير الممكن ما تقولين، وأنه غير منطقي، ثم أصبحت تسمعهم يسبونها، ويشوهون سمعتها، ويقولون: إن كل العالم يتفرج على صوركم العارية، وتبكي، فقلنا لها: هذا في خيالك، ونحن لم نسمع شيئًا واحضرنا لها راق شرعي رقاها، وقال لها: إن هذا من الوهم، والهذيان وعندما تسمعي الأصوات لا تستسلمي لها، واقرئي القرآن، واستعيذي بالله فصدقته، ولكن عندما غادر قالت: بأنه يكذب عليها، وهو كذلك يشتمها معهم، وأنه كاذب.
في اليوم التالي أصبحت تسمع الكثير من الأصوات تتآمر عليها حسب كلامها، ويقولون لها: إن صورك في الفيسبوك، وتذهب هي لتتأكد ولا تجد شيئًا، وتخرج للشارع وفي ظنها أنهم هناك، فلا تجدهم، وتريد الذهاب إليهم.
قمنا بالتفتيش عن الكاميرات لعلها تصدقنا، ولكن بدون جدوى، الأصوات تمكنت منها 24 ساعة دون توقف، وهي منذ ذلك اليوم تدخل الحمام بفستان طويل، ولا تبدل ثيابها، ولا تستحم خوفًا من الكاميرات.
أخذناها إلى طبيب نفسي يوم الاثنين، فلم تتكلم معه أبدًا، وكانت أمي هي التي تجيبه، أعطاها دوائين واحدًا يزيل الأوهام، والثاني عند الحاجة من أجل النوم.
منذ ذلك الوقت أحسسنا بأنها فقدت ثقتها بنا ولم تعد تتكلم معنا إلا بعد إلحاح منا، وتقول لنا: صدقوني، وأنا لا أصدقكم بأنكم لا تسمعون الأصوات.
واليوم بعد تأثير الدواء قلت الأصوات، ولكنها ما زالت مصدقة بأنها على حق، وترفض كلامنا بأنها فقط مريضة بالهذيان، وقد تعبت من الدراسة، فهذه السنة عندها دورة بكالوريا، ويجب أن تتابع الطبيب النفسي، والأمور ستحل بإذن الله، تقول: أنا لست مجنونة، وأنتم تسخرون مني، أحضروا مختصًا لكي يعاين المنزل بأن فيه كاميرات وستصدقونني، فقلنا لها: سوف نحضره، ولكن إن لم يجد شيئًا، هل ستصدقيننا؟ فقالت: لا، أنا متأكدة مما أقول.
سؤالي هو: كيف يمكن أن نقنعها بأنها مريضة، والذي تعيشه هو مجرد تهيئات، ونحثها على العلاج، ولا تضيع وقتها، وترجع للدراسة، والنجاح؟