السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة من سوريا، هاجرت مع أمي إلى تركيا بسبب أحداث بلادي، وفي ذات يوم ذهبت إلى الحديقة برفقة أمي، فجاء شاب تركي يتحدث اللغة العربية وطلب من أمي أن يتعرف علينا هو وأهله، فوافقت أمي وأعطته رقم الهاتف، وأصبحت أتكلم معه بالهاتف، وبعد ذلك طلب رؤيتي فذهبت لرؤيته، وشعرت وكأنني أعرفه منذ سنوات طويلة، ثم طلب مني أن أركب معه في السيارة فرفضت لأنني أعلم بحرمة هذا الأمر، فرجعت إلى البيت وبكيت عند أمي، وبعد ذلك أصبح يضايقنا، ويتصل بِنَا من أرقام أخرى، وبعدها انقطعت أخباره.
بعد ذلك بدأت أقرأ القرآن بنية أن يهديه الله، لأَنني رأيت صوره وهو مع النساء، وصورًا أخرى وهو في حالة السكر، وطلبت من الله -بتلاوتي للقرآن- أن يهديه، وأن يكون زوجاً لي، وبدأت أصلي، وأستيقظ لصلاة الفجر، وأصلي قيام الليل، ولم أكن أصلي قبل ذلك، ولا أفعل أي عبادة، وكنت أتحدث مع الشباب، وأسمع الأغاني، ولكنني عندما تعرفت على هذا الشاب تغيرت حياتي، وشعرت بأنه ابني، وأحببته جداً.
وعندما بدأت قراءة القرآن من أجله أصبحت أراه في منامات كثيرة: فمرةً رأيته خلف الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ومرةً كان وجهه مشرق كالبدر، وزاد تعلقي به، حتى أمي كانت تدعو له، تعبت نفسيتي كثيراً، خاصة لجودي في تركيا أنا وأمي بمفردنا، مما جعلني أفكر بالانتحار أكثر من مرة، وفي كل مرة أفكر فيها بالانتحار أرى ذلك الشاب في المنام وكأنه قادم لي مرة أخرى، وأرى مناظر جميلة كلها شجر وماء، وبعد ذلك قررنا السفر أنا وأمي إلى مدينة أخرى للهروب منه، وقبل سفرنا بأسبوع رأيت رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في نفس المكان الذي قابلت به الشاب، وقال لي -عليه الصلاة والسلام-: "سوف تفرج"، ولا أعلم ما هو الفرج؟ هل هو مغادرتي من المدينة أم شيء آخر؟ وعندما غادرنا؛ رأيت مناماً آخر بأن الشاب يصلي، وقال لي: أنا أصلي الآن لأنني عرفتك، وبعد فترة رأيت رضيعاً في منامي يقول لي: إن ذلك الشاب ليس من نصيبك، ولا تفكري فيه، وعندما أصبحت لا أفكر فيه لم أعد أشعر بطعم الحياة.
فوالله إنني أحببته بصدق، ولم أكرهه أبداً رغم الأذى النفسي الذي سببه لي، ولا أشعر بأنه إنسان غريب عني، وأشعر أنني لا أتقبل رجلاً غيره، فأصبحت أكره الرجال كلهم، وقد سامحته على كل ما سببه لي من أذى.
احترت في أمري هذا، فأرجو منكم النصيحة، وتفسير كل تلك المنامات التي رأيتها.
وجزاكم الله خيراً.