السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ ثلاثة أعوام ماضية، فقدت ثقتي بالجميع، ولم يعد باستطاعتي أن أثق بأي شخص، متشائمة دائمًا، وفي حالة شك بمن حولي، حتى صديقتي التي أكملت علاقتنا معاً تسعة أعوام لم أستطع استثنائها من هذا الشعور، على الرغم من أنها لم تخذلني أبداً.
لا أذكر إن كان هناك حدث غيرني وجعل مني شخصاً يشك بالجميع، ولكنني كنت أعطي ثقتي للكل، فقد كنت النقيض تماماً لما أنا به الآن، أتعبني جداً هذا الشعور، حتى وإن كان مريحًا في بعض الأحيان، فعدم ثقتي بأحد تجعلني أحتفظ بالألم لوحدي ولا أستطيع البوح به، ولا التخلص منه، أو مشاركة الآخرين معي.
منذ طفولتي وأنا طفلة انطوائية جداً، وأشعر بأنني أزداد عزلة عن الآخرين كلما كبرت، أصبحت أتألم وأهرب من بكائي بالنوم؛ ﻷنني دائمًا أقنع نفسي أن لا شيء يستحق بكائي، تمضي الشهور وأنا لا أعلم عن عائلتي أي شيء، فأنا منشغلة بجامعتي، أو هاتفي، أو بالنوم، لا أحب الجلوس مع عائلتي، ولا أشاركهم الوجبات الرئيسة إلا نادراً، صارحني ذات مرة والدي، وقال لي: إنني انطوائية وغامضة.
لا أشعر بالراحة إلا عندما أكون وحيدة، لم أكلف نفسي محاولة التغيير، أشعر أن العمر يمضي وأنا أهرب من كل شيء بالنوم، أحياناً كثيرة أشعر بالخذلان في أعماقي، وأنني ممتلئة بالخوف، على الرغم من رؤية الجميع لي بأنني شجاعة جداً، وذلك لأنني أختار أصعب القرارات دائماً، في حياتي اليومية، وفي تعاملاتي، حينما أشعر بالخوف من أمر ما فإنني أعتبره تحدياً لي، وأبدأ بعمل ما أخافه وأخشاه، الكل يرى أنني قوية، ولكنني أرى أنني ضعيفة جداً.
ماذا يجب أن أصنع كي أخفف من هذه السلبية في حياتي؟ وكيف لي أن أعود للثقة بالناس مع أنني أجده أمراً صعباً؟ عندما أخبر أحداً ما بأمر، فإنني أبدأ بالاستعداد لفشو هذا السر.
أفيدوني أفادكم الله.