الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أعد أتحسن من جرعة حبة واحدة من الديروكسات.. هل أرفع الجرعة؟

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني منذ مدة من أعراض اكتئاب وقلق ورهاب وحركات لا إرادية، فأخذت دواء ديروكسات 20، ولكن بعد ذلك انقطعت عن الدواء مرات عديدة، وفي كل مرة كنت أشعر أن مفعوله يتناقص، وحاولت تعويضه بأدوية أخرى حيث استعملت دواء فلوكسيتين لمدة أسبوع، لكن عادت لي الحركات اللاإرادية، وفي المرة الأخيرة قررت أن أعود للديروكسات، حيث وصف لي الطبيب حبة واحدة منه، وحبتين من دواء velaxor 37,5.

بعد شهرين من تناولهما شعرت بتحسن من الحركات اللاإرادية والقلق، ولكن أعراض الاكتئاب والرهاب لم تختف بعد؟ فهل يجب عليّ زيادة جرعة الديروكسات؟ وما هي الجرعة المناسبة في حالتي هذه؟ علمًا بأنني في المرة الأولى لتناوله أحسست بتحسن كبير من كل هذه الأعراض، وبحبة واحدة فقط، فلماذا الآن حبة لم تعد تنفع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yassine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية لابد من التحقق والتيقن حول تشخيص حالتك، فأنت ذكرت أنك تعاني من رهاب واكتئاب وحركات لاإرادية، يجب أن نتوقف عند هذه الحركات اللاإرادية: ما سببها؟ هل هو القلق؟ هل هو التوتر؟ هل هي ذات منشأ عضوي؟ هل لديك شيء مما يُعرف بمتلازمة تُوريت، وهي علة معروفة وإن كانت نادرة، لكن يحدث فيها حركات وانقباضات لا إرادية لبعض أعضاء الجسد، فلابد -أيها الفاضل الكريم- أن تتأكد من الطبيب، ما هو تشخيص حالتك بكل دقة؟ وأنا متأكد أن الطبيب سوف يزودك بكل المعلومات المطلوبة.

الحركات اللاإرادية ذات المنشأ النفسي –أي الناتجة من التوترات والقلق– دائمًا تستجيب للعلاج عن طريق تمارين الاسترخاء المكثفة، هنالك تمارين التنفس المتدرجة، وهناك تمارين انقباض وشدِّ وبسط العضلات بصورة متدرجة أيضًا، هذه التمارين مفيدة كثيرًا في علاج مثل هذه الحالات، أعتقد أن هذا الجانب مهم، من حيث علاج حالتك، ولا تعتمد على الأدوية فقط.

الشيء الآخر: أنا لا أرى أنك محتاج لاستعمال (velaxor)، والذي يُعرف باسم (فلافاكسين)، وفي ذات الوقت تستعمل (ديروكسات)، دواء واحد فقط يُفيد، دواء واحد يجنبك –إن شاء الله تعالى– التفاعلات السلبية التي تحدث بين الأدوية على مستوى استقلاب هذه الأدوية وتمثيلها أيضيًّا، فقضية السلامة مهمة، وتناول أدوية كثيرة يقلل من فعالية هذه الأدوية؛ لأنها تؤثر على بعضها البعض سلبًا، وإن شئت يمكن أن نقول: تأكل بعضها البعض.

عقار (ديروكسات)، والذي يسمى علميًا (باروكستين) دواء ممتاز جدًّا، بعد أن تُقابل الطبيب أنا أحس أنه يمكن أن ترفع الجرعة إلى حبتين –أي أربعين مليجرامًا– علمًا بأن الجرعة القصوى هي ستين مليجرامًا، أي ثلاث حبات في اليوم، وكثير من الناس يحتاجون لرفع الجرعة في بعض الأحيان، هذا لا يعني أن الدواء فقد فعاليته، أو حدث نوع من الإدمان على الدواء، لا.. هذه ظاهرة معروفة، في بعض الأحيان نحتاج أن نرفع الجرعة، ولابد أن تُدعم العلاج الدوائي بالعلاجات الأخرى، وأهمها ممارسة تمارين الاسترخاء بصورة منتظمة، وفي ذات الوقت اصرف انتباهك عن كل هذه الأعراض، من خلال أن تجعل حياتك مُثمرة، واجتهد، وعدِّد من أنشطتك، وأحسن إدارة وقتك، هذا -أخي الكريم- مهم جدًّا، ولاشك أن الحفاظ على الصلاة في وقتها يبعث طمأنينة كبيرة في النفوس، فاحرص على ذلك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً