السؤال
السلام عليكم
عمري 30 سنة، متزوج ولدي ابن، وأنا متعلم، وحاصل على وظيفة محترمة، لا أحب كثيرًا الاجتماعات العائلية، أو النشاطات، انطوائي، وأكثر الأوقات أجد نفسي وحيدًا.
لا أحب أن أتخذ قرارات سريعة في حياتي، بل تطول قراراتي إلى حد الملل، أجد نفسي أسيرًا وحيدًا، أخجل حتى من دخول مطعم، أو محل لم يسبق أن اشتريت منه، وأخجل من دخول أي مكان به مجموعه من الناس، أقلل دائمًا من شأني، وعندي اعتقاد بأن هناك من هم أفضل مني بكثير، رغم يقيني بأني قد أكون أفضل منهم، أي كلمة، أو مزحة غير مقصودة من إخوتي، أو زملائي تؤثر فيً كثيرًا.
حتى لو كانت ليست حقيقية، الآن انتقلت إلى وظيفة جديدة، وأجد صعوبة في التأقلم مع الزملاء، حتى أني أجد نفسي وقت الدوام كثير التردد على دورات المياه، أو في السيارة، لا لشيء، فقط لكي أبتعد عن مواجهه الناس، لا أتحدث إلا مع الشخص الذي يبدأ معي في الحديث، أو للعمل، أو لدي حاجة لديه، ولا أبادر في الحديث إلا نادرًا.
أغضب عندما أجد أحدًا يتخذ قرارًا لا يعجبني في العمل، وأكتم في نفسي وأصمت، مللت صمتي، ومللت ابتسامتي في وجه الجميع، وأنا في داخلي أحطم نفسي، من يراني يرى إنسانًا عاديًا ناجحًا، لكن شعور النقص يبقى في داخلي، أنا أعترف بأنني حققت نجاحات كثيرة في حياتي، وفي دراستي، وفي عملي، -والحمد لله- عليها، وأيضًا نلت ثقة الكثير من الناس، وأطمح في مواصلة الدراسات العليا، لكن خجلي ونقص الثقة يعيقني كثيرًا في الاستمرار.
بعض الأوقات أكون مهمومًا فقط بدون سبب، ولا أجد متعة في كثير من الأشياء من حولي سواء تسوق، أو خروج، أو مشاهدة التلفزيون، أو الخروج مع الأصدقاء.
أحيانا أتعلم شيئا جديدًا في أحد العلوم، ويأتيني سؤال إلى أين سوف تصل؟ ويبدأ التحطيم، وأترك ما كنت فيه، أنا بصراحة أعاني منذ صغري من الخجل، ونقص ثقتي في نفسي يمكن بسبب أخي الذي يكبرني بـ 20 عامًا -هداه الله-؛ لأنه كان يمارس معي أنواع الرهاب النفسي سواء بتصرفات، أو استفزازات غريبة مثل حبسي في غرفة مظلمة، أو تحكمه في حياتي، مع من أخرج، وأين كنت، أو أين ذهبت.
الحمد لله تخلصت من هذه الأشياء، وحياتي أفضل بكثير، لكن تبقى عند الثقة المهزوزة، الآن أريد أن أتخلص من هذا الشعور لكي أبدأ حياة سعيدة خالية من الخوف، والخجل، ونقص الثقة، ولا أريد أن يؤثر هذا الشيء على أسرتي، وابني.
في الأخير يمكن أني تحاملت كثيرًا على نفسي، فبعض الأوقات أكون أفضل، وبعض الأوقات التي أكون فيها في أشد الحاجة إلى الثقة تخونني نفسي، وهذا هو الواقع الذي أعيشه.
أرجو ألا تبخلوا علي بنصائحكم وإرشاداتكم في الوصول إلى حل نهائي.