السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ سنتين أو أكثر بدأت أقرأ أموراً تتعلق بالفقه: الطهارة والوضوء، وأركان الصلاة والغسل، وغيرها، وأصبحت كلما قرأت عن أمر يتعلق بهذا الجانب، كلما اكتشفت أخطاء ارتكبتها جهلاً مني، وصرت أتساءل: هل الله سيغفر لي تلك الأخطاء رغم أنني لم أطلب العلم حتى أصححها، وهل سيعاقبني لأنني طلبت العلم في هذا العمر المتأخر؟
أنا الآن حائرة لأنني اكتشفت أن لي أخطاء في الصلاة وفي الوضوء وأيضاً في الغسل، وأخشى أن تكون الصلوات التي صليتها منذ صغري حتى هذا الوقت باطلة، وقد قرأت عن بعض العلماء يفتون بإعادة الصلوات التي صلاها المرء بوضوء خاطىء، أو كانت في صلاته بعض الأخطاء، وقد قال الله -عز وجل- { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} وأتسائل: كيف ممكن للمرء أن يعيد كل تلك الصلوات، لأنها ممكن أن تصل إلى أكثر من 300 صلاة، أظن أن الأمر شاق جداً، فكيف يفتون العلماء على ذلك، وهل هناك دليل من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟
أعلم أن من أخطأ عليه إصلاح خطئه، وعندما أعلم بخطئي أحاول أن أصلحه، وأنسى خطئي وأقول إن الله غفور رحيم، وأستغفر وأنسى الأمر، ولكن كلما تذكرت أخطائي شعرت بالضيق والهم، وأحس أنني لم أقم بأي عبادة بصورة صحيحة، أو أن كل العبادات التي قمت بها باطلة، وأصبحت أخشى أن أكتشف أخطاء أخرى وأذم نفسي، ومع ذلك أحاول نسيان الأمر وأحاول أن أتعلم، وأبحث لكي أرفع الجهل عن نفسي، هل هذا يعني أنني غير مبالية، وعلي إصلاح خطئي بطريقة أخرى، وعلي إعادة العبادات التي لم أقم بها بشكل صحيح، حتى وإن كانت شاقة عليّ، حتى أكون جادة في عبادة ربي؟ أنا لا أعرف ماذا أفعل أو كيف أتصرف، أرجو أن توجهوني.