السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في الرابعة والعشرين من العمر، من مصر، أعاني منذ الصغر من الخجل، وازدادت الحالة منذ الثانوية، وأصبحت أعاني من الخجل الاجتماعي والانطوائية والعزلة عن الناس؛ مما حرمني من المشاركة مع أقراني, ولا أصحاب لي منذ فترة طويلة، وسنوات عديدة.
حاليًا لا أتواصل إلا مع عدة أصدقاء منذ الثانوية، أنهيت الفترة الجامعية بصديقين لا أتواصل معهم الآن, لا أملك الثقة بالنفس, أخاف من المواجهة، وأواجه صعوبة في التحدث مع الناس، وأشعر برهبة شديدة، وخفقان القلب عندما أتحدث وسط جموع، ولا أحب أن يلتفت إلي الناس، وحتى أني أتجنب أي مشاركات، ولو بسيطة سواء في العمل، أو مع الجيران، أو أي مكان, لا أستطيع أن أجلس في سكون، يجب أن أحرك رجلي أو أصابعي وهكذا.
كلامي قليل جدًا مع أسرتي، أمي وأخواتي، ولا أزور أي من أقربائي، وحتى إن حكمت الظروف وقمنا بزيارة لا أتكلم إطلاقاً.
في إحدى المرات في الجامعة كان هناك اختبار عملي، أي يناقشني الدكتور في بحث ما, فلم أذهب لذلك الامتحان.
أعاني من النسيان الشديد، وضعف الذاكرة والتبلد العقلي، وبطء شديد في التفكير، وعدم القدرة على الاستنتاج، لا أتذكر يومًا شعرت فيه أني في كامل تركيزي، كثيرًا ما تصفني أمي وبعض الناس بالتوهان.
فمثلاً أنا أسير في شارع من البيت إلى الجامعة لمدة 5 سنوات، وحينما يسألني شخص ما على محطة معينة، لا أستطيع أن أحدد هل فاتت أو لا؟ أو كم بقي من الوقت لنصل إليها؟
لا أتخيل نفسي إطلاقا أقود سيارة؛ لأنني لن أحفظ الطرق إطلاقًا، ولن أستطيع التصرف إن حدثت مشكلة.
لا أستطيع أن أسرد الأحداث التي عشتها، حينما أشاهد فيلمًا وثائقيًا أو ما شابه لا أستطيع أن أسرد الأحداث، أعاني من الشعور بالخمول والإعياء، وعدم القدرة على تحمل المجهود البدني، والنوم لفترات طويلة, أميل إلى الاكتئاب والحزن أيام الأعياد؛ لأني أستشعر أنه ليس هناك من يسأل عني, أحس بخنقة وضيق، ولا أشعر بالسعادة مطلقا، ولا يوجد لدي أي رغبة، أو دافع للقيام بأي شيء.
الآن أنهيت الفترة الجامعية، وحصلت على بكالوريوس الهندسة بتقدير مقبول، وأنهيت فترة التجنيد، وأنا الآن مطالب بالبحث عن عمل، وعن زوجة المستقبل، لا أتخيل نفسي في مقابلة عمل، وحتى أني أشعر أنني لم أتعلم شئيا، ولا أتخيل نفسي أبحث عن زوجة، وما يعقبها من مقابلات وهكذا.
فى النهاية لكي أكتب هذه الشكوى قرأت مواضيع كثيرة، وأخذت منها copy paste ما يتطابق معي، وأخذت أدقق فيها، وأعدل لوقت كبير؛ لأني لا أستطيع التعبير عن نفسي بالقدر الكافي، وأشعر أن هناك شيئا ناقصًا.