السؤال
السلام عليكم..
أنا شاب بعمر 24 عاما، أعاني من مرض نفسي منذ 9 أعوام، ولا أعرف ما هو تشخيصه، لأني لم أستطع الذهاب للطبيب.
منذ ذلك الوقت وبدون مقدمات تحولت حياتي فجأة إلى شخص آخر، فقد كنت شخصا مستقرا أعيش حياة طبيعية مثل باقي الأشخاص الطبيعيين، ولكن فجأة تحولت إلى شخص مكتئب فجأة، وحزين بدون سبب، ثم بعد ذلك فقدت ثقتي في نفسي، وأصبحت انطوائيا تدريجيا، حتى أصبحت منعزلا عن الناس، لا أذهب إلى مكان خارج المنزل إلا إذا اضررت لذلك، كما أعاني من الخروج في المناسبات الجماعية التي بها أناس كثر، لأني فاقد الثقة في نفسي.
أشعر أني أقل من الناس، وأنهم يستطيعون التصرف في المواقف، أما أنا فلا، وهذا ما كان يدعوني للانعزال أكثر فأكثر، حتى في أيام الجامعة، لم أكن أذهب إلا في الامتحانات فقط، لم أكن أذهب للمحاضرات لأني كنت أشعر أني ليس مثل الآخرين من الزملاء، ولأني لم يكن لدي القدرة على تكوين صداقات.
انتهت فترة دراستي بعد معاناة، فمكثت في المنزل بعد ذلك، وكنت لم أخرج منه إلا للضرورة، وأتهرب من المناسبات حتى من الأقارب، أصابني الاكتئاب الشديد، وعانيت ألما شديدا، حتى إن فترة نومي تتعدى 15 ساعة في اليوم! ولا يتوقف ألمي، ومعاناتي إلا في وقت نومي، فهو الجنة والراحة لي.
بعد ذلك توترت علاقتي بأهلي في المنزل، توترا شديدا، لا أتحدث مع أحد، وأقل كلمة أو تصرف منهم يجعلني أنهار من البكاء، مثل الطفل الصغير، وأحيانا أجد أشياء أشد وطئا، ولا أستطيع حتى الحزن عليها أو البكاء، ولا أدري ما هذا التناقض؟ كذلك بعد عني أصدقائي تدريجيا، لأنهم شعروا بأني غير طبيعي، وأن شخصيتي اختلفت، وأن هناك شيئا ما.
مرات أخرج من المنزل فترات وأندمج مع الناس، وكنت أحاول ونجحت في أحيان كثيرة، ولو أتتني لحظة من الثقة كنت أكون سعيدا جدا، فأقول في نفسي: ممكن أن أتغير، ثم يحدث فجأة معي أي شيء لا أستطيع التعامل معه مثل الآخرين!
أفقد ثقتي في نفسي مرة أخرى، وأعود إلى المنزل فأنعزل مع نفسي، وتسوء حالتي أكثر من الأول، وهكذا تستمر حياتي بهذا الشكل، وتستمر حياتي هكذا كأني في دائرة لا أستطيع الخروج منها، ولا أستطيع أن أعود طبيعيا مثلما كنت قبل 9 أعوام.
أرجو منكم أن تذكروا لي ما هو تشخيص حالتي هذه؟ علما أني لا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي، لأني قرأت كثيرا عن أن الأدوية تدخل المريض في دوامة، ولها آثار جانبية خطيرة، ولا تعالج المريض نهائيا.
هل تنصحوني أن أذهب لطبيب نفسي؟ مستعد لذلك نظرا لما أعانيه من ألم لا يعلمه إلا الله، وهل الأمراض النفسية لا تعالج نهائيا بالأدوية؟ يعني هذه الأدوية عبارة عن مسكنات فقط؟
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم، لما تفعلونه من عمل عظيم في مساعدة الناس.