السؤال
السلام عليكم
أنا شخص في الثلاثين من العمر، عشت طفولة تعرضت فيها للاضطهاد من جانب زملائي في المدرسة، منذ المرحلة الابتدائية، وحتى الثانوية، ربما حب أمي الشديد لي وخوفها علي كان السبب، فكنت حتى الثانوية لا أغادر المنزل إلا للمدرسة، وليس لي إخوة، وكان عقابها لي هو الضرب دائما حينما أخطئ.
أعلم أنها تحبني ولكنها جافة جدا في المعاملة، حتى الآن تستخدم القسوة لإصلاحي، ولا تعلم أنها تهدم.
كنت دائما أفكر فيما يفعله زملائي عند عودتي للمنزل، وكنتُ كالأضحوكة بينهم، حتى وصلت للمرحلة الجامعية، وهنا حدث الانفتاح الأعمى، وبدأت في التعامل مع الناس ولكن كنت أشعر دائما أنه هناك ذلك الخلل في تلك الطريقة التي أتعامل بها، وبعد انتهاء دراستي وعدم وجود عمل مناسب بدأت في شرب الحشيش، ومن ثم (الترمادول) ولكن كان الحشيش هو الغالب والترمادول على فترات، شعرت وقتها بالراحة النفسية لأول مرة في حياتي، واستمر الحال نحو أربع أو خمس سنوات، حتى سبب ذلك مشاكل، فقررت الإقلاع، وبدأت أفقد كل شيء: عملي، وكل من حولي، وبدأت أتذكر أيام الماضي الأليمة التي نسيتها عند الشرب، وبدأت تأتيني حالات شك غير عادية وغير مبررة في كل من حولي.
بدأت أرسم قصصا خيالية لتبرير تلك الشكوك، وذهبت لطبيب فقال: إن بعض الأشخاص لديهم قابلية للفصام وإن الحشيش يساعد على ذلك، وكتب لي بعض الأدوية تسببت لي في حالات نعاس، وكنت أشعر وكأني "مبنج"، ووصل بي الأمر للشك بأن الطبيب ليس طبيبا، وإنما نصاب يستأجر العيادة للحصول على المال، وإن الطبيب الأصلي سافر للخارج، وهذا الطبيب كان يستأجر المكان، وظللت مقتنعا بذلك حتى عرفت أنه شك وشكوك أخرى أفظع من ذلك.
حاليا أقضي فترات بالأسابيع في المنزل لا أعمل، ومتى ذهبت إلى أي عمل أتركه بسبب شكوكي في زملائي التي تكون وقتها حقيقة مؤكدة بالنسبة لي!
علاقتي مع أصدقائي وكل من حولي مدمرة، لا أعلم هل أنا مريض أم كسلان كما يقول البعض، فأفعل ذلك حتى لا أعمل!
أنا شخص أتحول من التدين الشديد جدا إلى الفسوق الشديد جدا، وكل ذلك بين يوم وليلة، ولا أعلم ماذا أفعل! علماً أني حاليا مقلع عن كل شيء ضار منذ شهر ونصف، ولكني أعود بمجرد أن يأتيني المال للأسف، علماً أني كنت قبل أن أتعاطى أي شيء أشعر بحالة من التوهان، لدرجة أن البعض كان يعتقد أني أتعاطى حبوب هلوسة، في الوقت الذي كنت لا أدخن فيه سيجارة!
هل لدي خلل من الأساس في عقلي، رغم أن عائلتي وكل من يعرفني كان يصفني بحدة الذكاء؟
شكرا.