السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري طفلي 2 سنة، بعد فطامه عن زجاجة الحليب أصبح عصبيا وعنيدا، شديد البكاء، وطوال الوقت يطلب الخروج من المنزل والركوب بالسيارة، ماذا أفعل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري طفلي 2 سنة، بعد فطامه عن زجاجة الحليب أصبح عصبيا وعنيدا، شديد البكاء، وطوال الوقت يطلب الخروج من المنزل والركوب بالسيارة، ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اطمئني أولا، فما وصفت من سلوك طفلك طبيعي جدا، وبسبب أنه في هذه السن المبكرة، فيمكنك أن تربيه كما تشائين، والطفل الصغير في هذا العمر يحتاج إلى حدود واضحة للسلوك، وأن يعرف وبكل وضوح ما هو مسموح، وما هو غير مسموح، ووضوح هذا الأمر، ومن دون أي التباس أو شك أو تردد، لا يعني بالعنف أو الضرب، وإنما يقال له وبهدوء ووضوح ما هو السلوك "الجيد" والسلوك "غير الجيد"، وأن يعلم وهو يستمع إليك، ومن خلال نبرة صوتك ونظرة عينيك في عينيه، ومن دون ابتسام، أنك جادة تماما فيما تقولي.
وسأشرح هنا شيئا أساسيا هنا يمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتك لطفلك الصغير: إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلك ينطبق عليه هذا، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه. ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصّل الطفل هذا الانتباه على سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية.
ولماذا السلوكيات السلبية؟
ببساطة لأننا، نحن الآباء والأمهات، لا ننتبه للسوك الإيجابي، وكما قال أحدهم "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيئ العمل، لا أحد ينسى"، وما يمكن أن تفعليه مع طفلك، عدة أمور منها:
1- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي يقوم به طفلك، وأن تـُشعريه بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريه عليه. ومثل ذلك أن يلعب لمدة دقائق وهو في حالة هدوء.
2- أن تحاولي تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن يقوم به طفلك، إلا السلوك الذي يعرّضه أو يعرّض غيره للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة.
3- حاولي التعامل مع سلوك طفلك بأنه مجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليه عندما يتجاوب معك ومن دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنه عندما يصل عناده لحدّ لا ترتاحين له.
وعلى فكرة، فالصفة التي تتعبنا في الطفل وهو صغير قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابلات الأيام، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذه الثقة وإنما تطويعها لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله، وأنصح بدراسة كتاب أو كتابين في تربية الأطفال، فهذا مما يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد، بدلا من أن نعطيهم سمكة.
حفظ الله طفلك، وأقر به أعينكم.