السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 19 سنة، أقيم في أمريكا منذ فترة، أنا والحمد الله أصلي وأقرأ القرآن وأقوم الليل وأذكر الله كثيرا، وأشعر أنني قريب من الله تعالى، ولكنني عندما أختلط مع الناس وأتحدث معهم أشعر أنني قد تكلمت كثيرا، وأتذكر في نفسي ما قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كثرة الكلام تقسي القلب، وقسوة القلب تبعد عن الله)، وفعلا أشعر بعد التكلم معهم بفتور وضيق، فأضطر إلى الجلوس وحدي والعزلة عن الناس حتى عن أهلي.
في المدرسة يوجد هناك طلاب وطالبات أجانب يحاولون دائما التقرب مني والحديث معي، لكنني دائما أحاول أن أبتعد عنهم خوفا من الفتنة؛ لأنني أعلم أنني إذا اختلطت معهم كثيرا فسوف أميل إليهم ويفتر قلبي عن الصلاة والذكر، مع العلم أن حديثهم سيكون إما عن العلاقات المحرمة، أو عن كلام لا خير فيه، ونفس الحال مع الطلاب العرب.
الجميع يعرفني أنني طويل الصمت، وأنني طالب ذكي فلا يجرحونني بكلام؛ لأنهم يظنون أني عبقري، أنا الآن حيران لا أعرف ماذا أقول أو من أين أبدأ؟ أنا لا أستطيع أن أعبر عن نفسي باللغة العربية؛ لأن لغتي أصبحت ضعيفة حتى عندما أتحدث اللغة الأجنبية قد أضطر في بعض الأحيان إلى إعادة كلامي؛ لأن البعض لا يفهم عني.
في كل ليلة ألجأ إلى الله؛ لأنه الوحيد الذي يفهمني، فأبكي إليه وأشكو إليه حزني وهمي، لكن عندما أنتهي أشعر بالارتياح، وأدعو الله أن يقبض أو يعجل بقبض روحي إليه، أنا أشتاق إلى الله وأتمنى لقاءه، فأدعو بطلب الموت؛ لأنه (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه)، وأنا أعتقد أن الله أحبني فابتلاني بهذا البلاء.
لكنني إذا استمررت على هذا الحال فلن أستطيع الزواج أو العيش أو البحث عن العمل؛ لأني إن لم أخالط الناس فحياتي ستصبح بلا فائدة.
عندما أشاهد مقاطع الفيديو الإسلامية عن الموت أو عن الآخرة أو عن الجنة يزداد صمتي وانعزالي؛ لأنني أشعر أن الكلام لا خير فيه، وأن الحياة لا فائدة منها.
في أحد الأيام حلمت برؤيا بأنني مت وقبضت روحي بسهولة، وعندما استيقظت كنت أرتجف من البرودة، فقضيت أشهرا أفكر في هذا الحلم، وفي نفس المكان الذي قبضت فيه.
أنا لا أستطيع مغادرة البلد لأسباب شتى، أرجو الرد علي أو مساعدتي بفتوى أو نصيحة، وشكرا.