السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله لكم الأجر على هذا الموقع الرائع، وجعله في ميزان حسناتكم.
أكتب لكم اليوم بعد تردد دام 4 أشهر، لا لشيء لكن كلما دخلت الموقع وهممت أن أكتب مشكلتي، أرى مشكلات غيري وأحمد الله على كل حال.
بدأت مشكلتي قبل حوالي سنة تقريباً، كنت في الجامعة وحكت لي إحدى صديقاتي عن وفاة ابن خالتها الفجائية عندما كان نائماً -رحمه الله-، وأنه كان يدرس في الغرب، واستغرق وصول جثته أياماً، وحكت لي بالتفصيل ماذا جرى له، وردة فعل أهله وأمه، بكيت لشدة تأثري برغم أني لا أعرفه.
عندما عدت للمنزل ووضعت رأسي على المخدة، أصابتني رعشة وتذكرته، وأصبحت أقول أني سأموت إذا نمت، أصابني رجفان في قلبي، قرأت القرآن وصليت ودعوت الله، لكن لم أستطع محو موضوعه من بالي، واستمرت الحالة ما يقارب ساعتين ثم هدأت، ومن بعدها مرت علي فترة صعبة جداً بخصوص الموضوع، أصبحت أخاف من الموت وذكره، وأربط أي شيء يصير لي به، نقص وزني كثيراً وفقدت شهيتي حتى أتت الإجازة الصيفية، -والحمد لله- مع الانشغال والسفر تناسيت الموضوع.
بعد 3 شهور وبعد عيد الفطر فجعت بموت صديقة عزيزة جداً، هي وأهلها كلهم باستثناء أخيها وأختيها في حادث مروري، كانت صدمتي شديدة -رحمها الله وغفر لها-، كانت بمثابة أخت، ومن بعدها رجعت الحالة أشد، أصبحت أخاف ركوب السيارات ومن السفر، وأستخرج ألف عذر حتى لا نذهب، وبالفعل لم نسافر، أخاف من ركوب الحافلة وأنا في طريقي للجامعة، أتوقع في أي لحظة سيقع لنا حادث، لكن في الفترة الأخيرة أصبحت أبني كل موضوع على ما حدث لصديقتي، يعني مثلاً أختي ستتزوج بالصيف -بإذن الله-، لم أشعر بالحماس لأني خفت أن نموت ونحن في الطريق، لأن صديقتي كانت مخطوبة وقتها، وسمعت هي قصة عن وفاة عروس وأهلها في أثناء ذهابهم للزواج وهكذا.
أصبحت أخاف أن يموت أحد والديّ أو إخواني أو أولادهم، لأني شديدة التعلق بهم، أخاف أن أنام ولا أستيقظ أو أختي أو أمي، أضحك وكأنها آخر ضحكة، أو أجلس للحديث معهم، وعندما أقوم أقول أن هذه آخر جلسة معهم، أتخيل ماذا سيصير بعد موتي، كيف سيتصرفون؟ إذا شعرت بهذه الأعراض أوقف نفسي عن التفكير بها، لكني لا زلت خائفة، أعلم أن الموت حق، لكني أخاف، وأظل على أعصابي حتى يرجعوا للمنزل، ومن قبل أن تصيبني هذه المخاوف أنا بطبيعتي خوافة من صغري، كنت أخاف من الظلام والقطط والوحدة، ولكن –الحمد لله- من بعد هذه الأحداث وثقت صلتي بالله رب العالمين، حافظت على الأذكار التي لم أكن أحافظ عليها، أصبحت أصلي النوافل، ابتعدت-والحمد لله- عن سماع الأغاني.
أريد حياتي الجديدة مع الماضية، أريد ضحكتي وراحة بالي مع التزامي -ولله الحمد-، أريد أن أركب السيارة وأنا أضحك وأتكلم مثل السابق، ولست مترقبة وساكتة، أريد إبعاد فكرة ووسواس الموت، صرت لا أدخل المواقع الاجتماعية كثيراً، لأني رأيت أشخاصاً كانوا معنا وفجأة ماتوا، والناس صاروا يعزون فيهم، صرت أتخيل أني مكانهم، وماذا سيقولون عني؟ أريد التفاؤل بمستقبلي، بقيت لي سنة -إن شاء الله- وأتخرج، وأحس أني لن أكملها، حتى في كتابتي لموقعكم الكريم ترددت، وقلت لو مت وهم لم يردوا علي لن ينفعونني مهما قالوا، ومن ناحية ثانية أعرف أنه خطأ، وأبعد هذه الفكرة الغبية.
ما تشخيص حالتي؟ وما الحل -جزاكم الله خيراً-؟
وآسفة على الإطالة.