السؤال
أنا امرأة بعمر 32 سنة, عندما تقدم زوجي لخطبتي كان أرمل, ولديه ولدان, ويبلغ من العمر ثلاثة وخمسين سنة - ففارق العمر بيننا واحد وعشرون سنة - فاستخرت الله وتزوجته رغم كبره؛ لأنني كنت خائفة أن يفوتني قطار الزواج, وعشت معه شهرين في سعادة, وحملت منه, وفي يوم أخبرني عن سنه الحقيقي, فوجدته قد أخفى عني خمس سنوات, وأن البيت الذي يسكن فيه هو بيت أهل زوجته المتوفاة قبل زواجنا - وقد قال لي: إنه بيته -, فاسودت الدنيا أمام عيني, وتشاجرت معه, وقلت له: أنت رجل مسن في سن أبي, وقد كذبت عليّ بخصوص البيت, فكيف سأعيش معك؟ وخرجت من بيته, وذهبت إلى بيت أهلي, وأخبرت أمي بما جرى فغضبت, وقالت: لماذا أخفى عنا حقيقته قبل الزواج؟
قلت لها: لن أعود إليه, وكانت أمي معي؛ لأنها تريد أن تراني سعيدة في بيتي, فقالت لي: لو كان الأمر يتوقف على العمر فهو ليس مهمًا, لكن المشكلة أنه ليس لديه مسكن مستقل به أعيش فيه مع أولادي مستقبلًا؛ لأنه رجل مسن, ولم يستطع أن يشتري شقة لنفسه من عمله, فكيف سيوفر لنا سكنًا وهو في هذا السن, وهذا الغلاء, وأنا أوافق أمي؛ لأنني أخاف من التشرد - لا سمح الله -إذا لم يعد موجودًا, وقد حاول أن يتصالح معي, وأن يعيدني إلى البيت عدة مرات لكنني رفضت, وقلت له: لن أعود إليك, ومكثت عند أهلي ثمانية أشهر, وأنجبت ابني, لكنه مات بعد ولادته.
بعد هذا كله أحسست بالذنب, وبظلمي لزوجي, وتقصيري في حقه؛ لأنني هجرته, وخرجت من بيته دون إذنه, فندمت كثيرًا, اتصلت به وطلبت منه أن يسامحني عدة مرات, وقد سامحني وطلب مني العودة إلى بيته في هذا الأسبوع فوافقت, لكني أحس بالخوف الآن.
أخاف أن أعود إليه وأفشل مرة أخرى؛ لأن أمي وإخوتي لا يريدوني أن أعود إليه؛ لأنهم يكرهونه, وقالت لي أمي: إذا عدت إليه فلن أكلم زوجك, ولن أزورك أبدًا, وكذلك إخوتي, وهذا ما جعلني أخاف أكثر؛ لأنني متعلقة بأمي كثيرًا, وهي مريضة مرضًا مزمنًا, وأنا الوحيدة التي تعتني بدوائها.
إذا رأيت أمي منزعجة من شيء لا أفعله - حتى إن كان فيه مصلحتي - وهذا كله سبب لي مرضًا نفسيًا هو الخوف.
أريد أن أعود إلى زوجي؛ لأنني أخاف من الوحدة إذا طلقت, فلست صغيرة في السن, فمن يقبلني؟ لكنني أخاف إذا عدت من الفشل مرة أخرى, ومن البعد عن أمي؛ لأنني متعلقة بأمي جدًّا, فأنا في هم وغم لا يعلم به إلا الله, فبمَ تنصحوني - جزاكم الله خيرًا ؟