السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود أن أتقدم بالشكر لمنتداكم الراقي، جزاكم الله ألف ألف خير.
لدي مشكلة كبيرة في تفكيري، ولربما تكون تافهة عند غيري، أنا عبد الله محمد، شاب عمري 26 سنة، مقيم في المملكة العربية السعودية، لن أطيل عليكم حرصا على وقتكم الثمين، مشكلتي هي الدوخة النفسية، نعم (نفسية) لأنني أعييت أطباء كثر بمختلف التخصصات، ولم يعثر على سبب، هذه الدوخة بدأت منذ سن 14، واستمرت قرابة الشهر، وقتها صرت أخاف من الخروج من المنزل والابتعاد عنه، ذهبت هذه الدوخة من غير رجعة، وعشت حياة جميلة، ولكن ها هي تطرق بابي مرة أخرى في سن الـ 18، أي بعد 4 سنين، نفس الإحساس، وأيضا صرت أتخوف من الابتعاد عن المنزل، وبنفس الطريقة، بعد فترة لا تتعدى الـ 40 يوما اختفت.
منذ سنتين من الآن أصبح لدي الكثير من الخلافات مع الأهل، كأي شاب في هذه الفترة، وكنت أسافر مع أصدقائي لعدة أيام دون إعلام الأهل، عندما تكون بيننا مشاكل، إلى يوم أحسست بحزن شديد، وعدت إلى منزلي وعانقت الأهل، ومضت علي أيام عصيبة جدا، أبكي من دون توقف، لا أدري ما السبب، فقط الرغبة في البكاء، وحزن شديد، ظللت على هذه الحال فترة من الزمن، إلى أن خرجت من هذه الحالة، ولكن ليس كما كنت، أصبحت حزينا، لكن بدون بكاء، ولكن في هذا الوقت عادت الدوخة، ولكن بصورة أخف، فقط عندما أمشي في الشارع، أشعر بالدوخة، أما عند ركوب السيارة أشعر بارتياح، عند الدخول لأحد المحلات التجارية أو بيت أصدقائي أو بيتي أشعر براحة، وهكذا أمضيت حياتي في هذه السنتين فقط، لا أريد أن أمشي في الشارع على الأقدام، ولكن الآن أصبحت الدوخة أقوى، وأيضا أصبحت قلقا، وأشعر بالخوف، يدق قلبي كأني أحتضر، فلم مرعب من دون أي سبب، أنا مرتعب لعدة دقائق يدوم هذا الإحساس.
كان مجال عملي يملي علي قيادة السيارة لساعات طويلة، ولكن فجأة أصبحت أخاف من قيادة السيارة، وخصوصا في الزحام، والمصيبة الكبرى هي عندما أقف عند إشارة مرور، تنتابني حالة هلع مخيفة، وشعور بدوخة قوية، وشعور بتململ قاتل، أكره الانتظار، أضيق ذرعا لأتفه الأسباب، عصبي جدا، أخاف من الصلاة جماعة بالمسجد، خصوصا صلاة الجمعة، أخاف من الاستحمام، لا لشيء، بل لأنني أفكر كثيرا، سوف أضع شامبو، ثم وثم وثم، فأضيق ذرعا، أشعر أنني بمنام حياة، ليست واقعية، أصبحت الآن حبيس المنزل، اعتزلت العمل، ولكن المصيبة أنه أصبح لدي خوف جديد، نعم.. أخاف من الوحدة، لا أستطيع البقاء وحيدا، أريد أي أحد من أقاربي أو أصدقائي أن يبقى معي في المنزل، أصبحت حياتي جحيما، حتى الدوخة أصبحت وأنا في المنزل، لم تعد تقتصر على الابتعاد عن المنزل.
أنا مقصر من الناحية الدينية، أصلي يوما وأقطع الصلاة لأيام، قرأت الكثير عن مثل هذه الحالات، وأنهم يريدون الانتحار، أما أنا -والحمد لله- لم ولن أفكر بهذا الشيء، مع العلم أني صرت أستخدم دواء اسمه العلمي البرازولام، ولم أتقيد بموعد لأخذ الدواء، أصبحت آخذ حبة عندما أشعر بحالات دوخة وخوف كبير، مع العلم أيضا أني لا أحبذ تناول الأدوية النفسية، خوفا من الآثار الجانبية، والدخول في دوامة هذه الأدوية، أو الذهاب إلى طبيب نفسي، للأسباب الاجتماعية، فما الحل؟ أرجو منكم إرشادي، جزاكم الله كل خير، وشكرا لصبركم على إطالتي.