السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمرى 25 سنةً، أعاني كثيراً من مشكلة ممارسة العادة السرية ومشاهدة المواقع الإباحية، حاولت كثيراً التوبة من هذه الأفعال الخبيثة، وفشلت، وأريد خطوات محددة وقصيرة وسهلة التطبيق للتوقف عنها، وجزاكم الله خيراً.
السلام عليكم.
أنا شاب عمرى 25 سنةً، أعاني كثيراً من مشكلة ممارسة العادة السرية ومشاهدة المواقع الإباحية، حاولت كثيراً التوبة من هذه الأفعال الخبيثة، وفشلت، وأريد خطوات محددة وقصيرة وسهلة التطبيق للتوقف عنها، وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير، واعلم أن الله افترض فرائض وأمرنا ألا نضيعها، وحد حدودًا وأمرنا ألا نتعدّاها، ومن ذلك ما جاء في قول الله تبارك وتعالى في مدح المؤمنين:{ والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}.
فلا يخفى عليك بأن هذه الممارسة الخاطئة لا تجوز بنص هذه الآية الكريمة، ونريد أن نبيّن لك -وقد طلبت خطوات عملية- أن المسألة تبدأ بغض البصر، وأنت بكل أسف تُشاهد المواقع الإباحية، فماذا تنتظر بعد ذلك أن تكون النتيجة؟ ولذلك الإعجاز في قوله تعالى:{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}، فإن الإنسان إذا غض بصره يصعب عليه الوصول إلى مرحلة الفواحش، فكيف يصل إلى الفواحش وهو لم يُشاهد، لم يتخيل؟! ولذلك هذا إعجاز {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}، وما هي النتيجة المباشرة؟ { ويحفظوا فروجهم}، فغض البصر سبيل إلى حفظ الفرج من العادة السيئة، من الفواحش، من الزنا، من كل ما يُغضب الله تبارك وتعالى.
وأيضًا تبشرنا الآية بأن حفظ البصر وأن صيانة البصر هو سبب لطمأنينة القلب، وسبب لطهارة النفس، {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} ما هي النتيجة؟ {ذلك أزكى لهم}، أطهر لنفوسهم وأنقى لقلوبهم، وأسعد لهم في حياتهم، وفي نفوسهم وبأرواحهم، فإن لم يفعلوا هذا فعليهم أن يسشعروا مراقبة الله {إن الله خبير بما يصنعون} فسبحان من يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، وسبحان من لا تخفى عليه خافية.
ولذلك ينبغي أن تنتبه لهذا الأمر الخطير، وتُدرك أن هذه الخطيئة تحتاج منك إلى وقفات، وحتى نكون عمليين فإنا ندعوك أولاً إلى اللجوء إلى الله.
الأمر الثاني: نخوفك من أن يأتيك الأجل وأنت على معصية لله تبارك وتعالى.
الأمر الثالث: نتمنى أن تبتعد عن الصور والمواقع السيئة، والمواقع السيئة أخطر من الصور، والشريعة ما حرمت النظر إلى النساء في الشواطئ فقط، ولكن في الشواطئ وفي المجلات وفي المواقع، بل المواقع هي الأخطر لأنها هي الأثبت، ولأن الإنسان يكون وحده، ويستطيع أن يُعيد المشهد، فهي من الخطورة بمكان.
ولذلك العلاج بيدك أنت، فبُعدك عن المواقع السيئة، وبعدك عن إطلاق البصر، هو أول خطوات بلوغ العافية، وهذا ما نتمنى أن تهتم به، وأن تركز عليه، أن تحرص على أن تغض بصرك عن النساء، تغض بصرك عن الشاشات، تغض بصرك عن المواقع.
كذلك ندعوك إلى أن تتجنب الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد، ندعوك إلى أن تتجنب الأكلات الدسمة، ندعوك إلى أن تبتعد عن الخمول، أن تنهض من الفراش بمجرد الاستيقاظ من النوم ولا تتكاسل، ألا تأتي الفراش إلا وأنت متعب عندما يحين النوم الفعلي، كذلك ندعوك إلى أن تبحث عما تشغل به نفسك، فإن هذه النفس إذا لم نشغلها بالخير والحق شغلتنا بالشر والباطل، فأشغل نفسك بالقراءة، واعلم أن الإنسان يتعامل مع هذه الشهوة بالاستعلاء عليها، باستخدام الصوم، وتزكية النفس، باستبدال هذه الطاقة -أو هذا الوقت- بأوقات نافعة وأمور نافعة، ثم العلاج الناجع لهذه المسألة هو أن يطلب الإنسان الزواج، تسعى في إعفاف نفسك بالزواج، وإذا كنت متزوجًا وقد رزقك الله بالحلال فعند ذلك هنيئًا لمن كفاه الله بحلاله عن حرامه، وأغناه الله بالحلال عن الحرام.
ثم عليك أن تتذكر العواقب السيئة للتمادي في هذه الخطيئة، فإن الإنسان قد يصل -والعياذ بالله- مرحلة لا يجد فيها لذة للحلال، قد يصل إلى مرحلة يعجز فيها عن القيام بواجباته تجاه أهله، قد يصل إلى مرحلة يعاني فيها من أشياء كثيرة مثل سرعة القذف أو برود في هذا العضو الذي مارسَ به المعصية لله تبارك وتعالى.
كما أن ممارسة هذه العادة السيئة تجعل الإنسان لا يجد اللذة إلا بها، وكم هو شقي من تكون لذته في المعصية والعياذ بالله، كما ينبغي أن تتذكر أن هذه الممارسة الخاطئة لا تُوصل إلى الارتواء والإشباع، وإنما توصل إلى السّعار وتترك آثار الانطواء والدمار وتأنيب النفس وجلد الذات معاني سالبة، وهي أيضًا سبب للتبلد وسبب للانطواء والبُعد عن الناس، وهي معصية لها ظلمة على الوجه وضيق في الصدر، فما من معصية إلا ولها شؤمها، لها ضيق في الصدر، لها بُغض في قلوب الخلق، لها ضيق في النفس، لها أثر على الرزق، فإن الإنسان قد يُحرم الرزق بالذنب يُصيبه.
فاجتهد في أن تعفّ نفسك بالحلال، وراقب الكبير المتعال، واصدق في توبتك، فإن الله تبارك وتعالى يعلم حقيقة الإنسان، وإذا صدق الإنسان وأخلص وتوجه إلى الله فإن المعونة تأتيه من الله، والتأييد يأتيه من الله، فنسأل الله أن يتوب علينا وعليك لنتوب، وأن يُلهمنا وإياك السداد والرشاد.
ونكرر شكرنا لك على هذا التواصل، ونتمنى أيضًا أن تتقبل هذه الطريقة في عرض الإجابة، وإن كان فيها شيء من القسوة، فأنت حبيب عندنا بمنزلة الابن، والأب لا يُلام إذا اشتدَّ على ولده أو كلمه بهذه الطريقة، لأن الأصل هو حرصه عليه وشفقته عليه وإرادة الخير له، فنسأل الله لك ولنا التوفيق والسداد.