السؤال
أنا شاب بعمر 40 عاماً, أحس كثيراً بالشرود الذهني والنسيان وعدم التركيز، والتغيب عن الواقع، والهروب من المشاكل، والتحدث مع نفسي كثيراً, لقد كانت طفولتي عادية بالرغم أني كنت خجولاً جداً، بسبب أني ألتغ بحرف الراء، حيث أنطقه ياء, ولكني الآن لا أبالي بهذا الموضوع, وكذلك حدثت لي مشكلة بأذني اليمنى، ولا أسمع بها إلى الآن، وأسمع -والحمد لله- بالأذن اليسرى جيداً, كنت أنزعج كثيراً من انتقادات زملائي وأصدقائي لي بسبب عدم اهتمامي واكتراثي بحديثهم معي، ولكني أكون مظلوماً، حيث أكون شارد الذهن، أو مستمتعاً بأحلام اليقظة، ولذلك يظنون أني لا أكترث لحديثهم، أو لا أحسن الاستماع له.
في فترة الثانوية وبعدها كنت أميل إلى الانعزال أحياناً، بل كنت أذهب لزيارة أحد أصدقائي بقرية بعيدة، حتى أستمتع بالمشي على الطريق والسرحان وأحلام اليقظة طيلة الطريق، وأنغمس أكثر وأكثر في أحلام اليقظة، والتي كانت تدور وقتها حول الفتاة التي أتمناها شريكة حياتي، وكذلك أتابع نشرات الأخبار، وأكون أنا الوزير المنقذ، أو رئيس الوزراء، أو الدكتور الذي يشفي من الأمراض الخبيثة، وهكذا ... حتى بدت لي غرفتي المغلقة عند المذاكرة هي المكان الوحيد الذي يشعرني بالسعادة والراحة النفسية لساعات طويلة، رغم الهدوء بالبيت، ووفاة والدي وأنا بالصف الثالث الإعدادي، وأنا أكبر إخوتي, وقد حاولت جاهداً مقاومة هذا الأمر بالتركيز والمحافظة على الصلاة والاستغفار، والتغلب عليه، وتغيير سلوكياتي، وكنت أعتقد أني بعد الزواج سوف يزول هذا الأمر، ولكن مع مرور الوقت تفاقم وازداد الأمر سوءاً بعد ذلك كلما كبرت سناً, بالرغم من زواجي بسيدة أحبها وتحبني، وهي أقرب بل أحسن مما كانت في أحلام يقظتي، رغم أنها عصبية مع الأولاد نوعاً ما، وصوتها مرتفع نسبياً، رغم صدامي معها أحياناً بسبب هذا الأمر، ورزقني الله منها بابنتين وولد.
عند الشرود أقوم بتقليم أظافر يدي باليد الأخرى، ونتف بعض شعيرات الشنب أو الرأس أحياناً بالمناطق الخفيفة الشعر، وليست الكثيفة، رغم الصلع النسبي, والنسيان، وعدم التركيز، والتفكير حتى بأشياء تخص حياتي وأسرتي، والوسوسة من أمور بسيطة أو كبيرة، لدرجة أني أحياناً أخاف من النتائج، فأستشير أخي أو أصدقائي, وأنا منزعج من هذا الأمر، حيث أني أعمل -والحمد لله- وأموري مثل كل الشباب تتعثر أحياناً وتتيسر أحياناً, فأنا أحسن كثيراً من آخرين، لكن هذا يجعلني لا أعرف كيف اتخذ قراراً وأجاهد أمام من حولي لأكون ظاهرياً إنساناً سوياً، وهذا يزعجني كثيراً عندما يستشيرني أحدهم بموضوع، لأني أكبرهم سناً، وأنا أقاوم الشرود والسرحان، وأحياناً أتكلم مع نفسي وأتحاور كثيراً معها ليل نهار، خصوصاً عند الاحتكاك مع صديق، أو حصول مشكلة ما، أو حتى صدام مع زوجتي.
ماذا أفعل بالله عليكم؟ وهل هناك أدوية؟ لأن هذا الأمر يؤثر على عملي كمحاسب، وكذلك حياتي كلها، وشكراً.