السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا أحب أن أبارك لكم جميعا، وأسأل الله أن يعيده علينا بالعفو، والعافية يا رب، ويتقبل منا صالح الأعمال.
استفساري هو شاذ وغريب من نوعه، وعجزت طيلة ال18 عاما أن أجد له جوابا داخليا، ومن حولي.
أنا أنثى، وقد بلغت وأنا في ال 15 من عمري تقريبا، أو ال 14، لا أذكر تحديدا، المهم، أنه منذ أن ولدت، وأنا تصرفاتي ذكورية بحته.
وقد يقول بعضكم: أن اختلاطي مع إخوتي الذكور هو السبب، ولكن الأخوين اللذين أكبر مني سنا، والأصغر مني هما بنتان، وليس هناك علاقة قوية بيني وبين إخوتي الذكور لهذه الدرجة.
ومنذ أن كنت صغيرة، وأنا لا أطيق التصرف كأنثى، ولا ألبس ملابسهم، ولا أرغب أو أهتم بشيء يخصهم، حتى كبرت، وبقيت عندي هذه الحالة.
في بداية بلوغي كنت أتهرب من الناس، ولا أريد مقابلة أحد، وكنت أدعو الله مرارا أن لا أكون أنثى، فأنا لا أطيق ذلك.
حتى عندما كبرت، بدأت أفهم وأستوعب بأنني حقا أنثى، ولا فرار من ذلك، ولكن تصرفاتي، وطريقة كلامي، ونظرتي للفتيات تدل على عكس هذا تماما، وأقسم بالله بأنني لا أتوهم، ولا أبالغ أبدا، فهذا ما أشعر به.
أتضايق كثيرا عند مناداة الناس لي بـ"مسترجلة"، فأنا أشعر بأنني ولد من الأساس، ولا أتصنع ذلك أبدا، ويحرجني أيضا الأطفال حين يقولون لي: لماذا أنت لا تذهبي مع الرجال، ويصفونني على أنني ذكر.
سؤالي هو:
هل أنا حقا ذكر أم أنني أنثى؟ وهل من الممكن أن أكون ذكرا؟
"أرجو من الكل أن لا يشمت بي أو يستهزئ, أن يدعو لي، ويترك عنه الاستهزاء، فأنا لا أريد أن أدعو عليه بأن يشعر بنفس مأساتي".
أعتذر عن إطالتي، ولكن هذه المرة الأولى التي أعبر فيها عما في داخلي، وأتمنى أن أجد جوابا يريحني.