السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتقدم بجزيل الثناء لمن قام على تأسيس هذا الموقع العظيم، وكذلك الدكاترة جزاهم الله خيرًا المسؤولون عن الإجابة عن هذه الأسئلة.
كنت أبحث عن قضايا مبعثرة في الإنترنت، وكل ما وجدت قضية متعلقة بي عثرت على عنوان هذا الموقع، فرغبت أن أشارك فيه بطرح سؤالي.
أنا طالب في كلية الطب البشري، عمري 22 سنة، أعاني من وسواس قهري، وأنا اجتماعي ولكن بالمجاملة فقط، لا أعرف كيف أتعايش اجتماعيًا مع الغير لفترة من الزمن وحتى مع أقاربي؛ إذ أني كنت أعيش في بلد عربي غير البلد الذي أنا منه، وقد عودنا أهلنا ألا نختلط بكل الناس، ولكن الظروف شاءت أن أعود إلى الوطن، رسمي أحيانًا، لا أعرف حتى كيف أكون صداقة صحيحة بدون عثرات وبدون أن يتكلم عليّ أحد، لا أعرف كيف أكون اجتماعيًا؟
وأنا مطمئن القلب بأن ما أقوم به صحيح، عندما دخلت الكلية في البداية كنت أسلم على هذا وذاك، بعد فترة رأيت بأن هذا يتكلم عني، وهذا بدأ يصافحني ويسأل عني، وفلان يريد أن يسألني أسئلة عدة ويريد أن يأتيني المنزل، وأمور عدة اجتماعية لم أمر بها مسبقًا.
بعد فشلي في السنة الأولى قررت أن أتحدى، وأن أرى ماذا يعني صداقات، كونت صداقات، ولكني فوجئت بأن فكري تبدل، وأني تغيرت عما كنت عليه في المدرسة من تميز وتفوق ومكانة لدى المدرسين، وأصبح في الفترة الأخيرة تركيزي ضئيلاً جدًّا، وأنا حاليًا في أغلب الأحوال غريب الأطوار، وقد وصفني أحد المدرسين عندما كنت أسأله دائمًا: كيف أجيب في الامتحان؟ بالمتعب.
فقدت الثقة في نفسي فترة من الوقت، كل يوم أعاني من القلق هذا، وأحس أن ذاكرتي بدأت تتلاشى، شعري منذ أن فشلت أول سنة بدأ بالتساقط، أهلي حزينون على حالي، أحد أقاربي نصحني أن أترك الطب، ولكني مررت بتجارب صعبة في الطب من الفشل، وما أكثر ما حلمت به ولا أريد أن أتركه؛ لأني إذا تركته سأصبح مجهولاً، ولن أقوى على العيش في هذه الدنيا، أنا الآن في الكلية وأرى أنه ليس لدي مكانة اجتماعية، عندما نقلت بعد نجاحي في الفشل الأول إلى وطني واجهت نفس المشكلة مع أبناء وطني, ولم أرتح بتاتًا أكثر من السابق.
في إحدى المرات تمشيت في الكلية حتى ضربت رأسي بعمود من الكهرباء، أحس أحيانًا أنني لست أنا، لا أعرف السيطرة على النفس أحيانًا، تتواجد فيّ صفات لا تتواجد في غيري.
عندما أسلم على هذا وذاك وأسأله ويجيبني أحس أنه أخذ الصفات الجيدة التي لدي, وأصبح مستحوذًا عليها، وفعلاً باليوم التالي يأتي فلان الذي سألته بالأمس مختلفًا عما كان عليه تمامًا، أحس أني دائمًا أضحوكة، عندما قدمت إلى وطني دخلت الكلية وكنت متحمسًا جدًّا للعلم؛ لأني مررت بتجربة فشل مريرة لم أمر بها في حياتي، كنت أشارك مع الدكتور المدرس دائمًا في أول أسبوع، وبعد مرور الأيام وتعمقنا في المنهج أكثر رأيت أن الوقت يحتم علي أن أكون اجتماعيًا مع هذا وذاك، وبمجرد أن حاولت بدأت الوساوس الاختلاطية تصيبني، وبدأت أحس أن دماغي ثقيل, ودائخ دائمًا، كنت أدخن منذ ثلاث سنوات، وأقسم بالله أني تركته الآن.
ما هو الحل؟
هل يعمل لي غسيل دماغ؟ أم ماذا؟
صفاتي الجيدة: كنت صغيرًا أقلد الشيخ عبد الباسط في القرآن، وكنت ألقب بالحنجرة الذهبية.
- أحرزت معدل 87 ودخلت الطب على حسابي في الخارج.
- كنت ألقب بالنابغة لذكائي عندما كنت في الخارج الذي أمضيت فيه معظم طفولتي.
- أتحدث بطلاقة الإنجليزية وإلا لما دخلت الطب.
أنا اعلم بأن في استشارتي شيئًا من الغرابة والتعقيد، لكن هذا كل ما أريد أن أعبر عنه أمامكم.
أرجو الرد علمًا بأني أحب أن أتواصل مع موقعكم العظيم هذا.
جزاكم الله خير الجزاء.