السؤال
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير.
أنا أصغر إخوتي في المنزل, لذا أفرط والداي -جزاهما الله خيرا- في تدليلي, فنشأت مند الصغر آمر وأنهى كما أريد, وأغضب لأتفه الأسباب, كنت بفضل الله متفوقة في دروسي, لذا أهلي كانوا سعداء (بالرغم من دلعي الشديد) ويفتخرون بي.
للأسف كبرت ومازلت على حالي, وإخوتي وأخواتي راضون يسمعونني عندما أغضب ويبقون ساكتين, وبعد أن أُفرغ جميع ما عندي من شتم وأي شيء أستغفر وأغضب من نفسي كثيرا, وبعدها أحدثهم أنني لا أدري ما أفعل لنفسي, وهم يقولون إنهم لا يغضبون لأنهم يعلمون أن قلبي أبيض ولا أقصد شيئا مما قلته, ويدعونني لئن أحاول أن أصلح نفسي لكني لا أستطيع.
تطور الأمر إلى درجة أني عندما أغضب أشعر بأن بطني تغلي, وأحس بعدم الارتياح وأبكي, ولقد حاولت عدة مرات عندما أغضب من أحد أن أنسى الموضوع؛ لكي لا أقول عنه -من ورائه- شيئا غير لائق, مثل غبي ومتخلف لكني لا أستطيع وبذلك أضيف لذنوبي المزيد (أسأل الله أن يغفر لي).
المشكلة الأخرى أني لا أحب أن يقول أحد عني كلمة سيئة أبدا, ولا أن يصرخ علي؛ لأنني حينها فورا أكرهه, ولا أنساها له إلى الآبد, حتى لو كانت أختي (أظن أنني أنانية).
أيضا أنا ضعيفة الشخصية, وأتأثر بآراء الآخرين كثيرا, وإلى أن وصلت الثانوية كانت أختي تتخذ لي القرارات الشخصية, لذلك لا أثق بنفسي أبدا, ولا أستطيع أن أتكلم أمام زملائي, وأتلعثم بكلامي, وتطير كل المعلومات من رأسي, ولا أستطيع أن أجاوب على أي سؤال أمام الناس, لذا من لا يعرفني يعتقد أني بليدة مع أني غير ذلك, والآن في مجال العمل تقريبا أنا أكثر واحدة متفوقة علميا (جامعتي قليل من يدخلها أصلا لأنها أعلى الجامعات).
ومع هذا عندما يطرح سؤال يشيرون إلي, لكني لا أجاوب حتى على أسهل الأسئلة, وعندما أجلس مع نفسي أتذكر الإجابة وأتحسر على ما حدث؛ لأني بذلك فقدت ثقتي بنفسي أمام الآخرين, وقد اشتريت عدة كتب لتقوية الشخصية ولكن اختلطت علي كل الأمور.
أنا طيبة القلب, وأحب أن أساعد الآخرين من كل قلبي ( إلا لمن أساء إلي يوما ما فإني أكرهه فورا), أقول لنفسي أنا أعمل الأشياء لله, وأسامح الآخرين لأن الله عليم بكل شيء, لكن لا أستطيع حتى أنتصر لنفسي.
أنا ملتزمة بحجابي, وأحفظ القرآن, وأعمل في وظيفة إنسانية, ومرموقة اجتماعيا, أنا أيضا حساسة جدا لذلك ليس لدي أصدقاء كثر, لدي أصدقاء مقربون فقط.
كيف أعالج عصبيتي الزائدة؟ وهل يمكن أن تقوى شخصيتي أم ليس هنالك حل؟ ألا تعتقدون أن شخصيتي متناقضة؟ أنا أعتقد ذلك؛ لذا عندما أبدأ في إصلاح نفسي لا أدري ماذا أفعل؟
اللهم حسن خلقي يارب.
أرجو الرد بسرعة, واعذروني على الإطالة.
جزاكم الله عني كل خير.