السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في الـ 16 من عمري، رزقني الله بجمال في الجسد ولله الحمد والمنة، وقوة في البنية، وذكاء حاد، وقوة في الذاكرة، حتى أني أدرس أصعب المواد بسهولة وأتفوق بها، لله الحمد والفضل.
مشكلتي هي أني دائماً أشعر بتوتر وخوف شديد، الوسواس القهري يدخل في كثير من شؤون حياتي، أحلام اليقظة لا تكاد تفارقني، خاصة في خلوتي، ابتلاني الله بالعادة السرية ولكني أحاول تركها جاهدًا، والتعديل من وضعي، ولله الحمد أنا محافظ على الصلوات الخمس كلها في المسجد والمدرسة، أذكار الصباح والمساء محافظ عليها أيضا، أحفظ القرآن الكريم كاملاً، ومشترك الآن في حلقتين تحفيظ قرآن يوميا.
منذ حوالي ثلاثة أعوام، توفي والد صديق عزيز على قلبي، وكان هو أول شخص محبوب أفارقه مُذ أن وعيت، ومنذ ذلك اليوم أصبح لدي هلوسة وقلق نفسي شديد، يصل لدرجة الحزن والكآبة والهم، والتفكير بأني سأفقد من أحب وسيموت، وستتنكّد حياتي فقط لمجرد أن صديقا لي غاب عن المدرسة! أو إذا خرج والدي للعمل وقال شيئا لم أفهمه مثلا، فأفسره تفسيرات غريبة وغبية! والمشكلة أني اكتشف أنها غبية بعدما أرى هذا الشخص أمامي!
أيضا منذ عدة أيام شاهدتُ على موقع اليوتيوب مقاطع عن الجن والمس وإخراج الجن من الإنسان، كان من بينها مقطع جني يهدد الشيخ على الهواء، أيضا شاهدت مقطعاً عن إخراج شيطانة من جسد إنسان، ومنذ ذلك اليوم وأنا أخاف أن أبقى لوحدي، وأخاف أن أنام لوحدي، وأخاف من الظلام، بل حتى من الأشياء
الخيالية والتي ليس لها وجود، أصبحتُ أخاف وكأني طفل صغير، بالرغم من أني لم أكن أخاف من قبل، بل كنتُ مضرب المثل في الجرأة والقوة بين أهلي وأصحابي، والآن أشكو همي لله ثم لكم.
ينقصني البعض مما لا ينقص ممن هم في مثل عمري، وهذا ما جعلني أدخل بدوامة من أحلام اليقظة، والتفكير العميق بأمور تشعرني أني أملك ما ينقصني، ولكني أُصدم بالواقع عندما أستيقظ من خيالي.
أيضًا أشعر أينما أذهب حتى وإن كنتُ بين الناس أو لوحدي أن هناك أحدا ما يراقبني، ودائما ما يأتي في مخيلتي أنه من الجن، حتى أني أحيانا أضع يدي في جيبي، وأشعر بأن أحدًا يريد إخراجها، ولكنه لا يستطيع، مع العلم أني لا أشعر بقوة إخراجه، أي ليس هناك مقاومة، ونفس الشعور يأتيني في الحمام، وعندما أغمض عيني، ويأتيني بسبب ذلك رعشة أحيانا، وبعض الخوف، وهذا الأمر معي منذ أكثر من خمس أو ست سنوات.
الوسواس القهري يلاحقني في صلاتي، وفي قراءتي للأذكار، وفي أي ذكر، أو عند قراءة القرآن، أو أي شيء في الدين، وهذا أيضا منذ حوالي ثلاث سنوات أي مُذ أن التزمت، أشك أني مسحور، أو مصاب بعين أو حسد، أو أشياء من هذا القبيل.
أعتذر عن الإطالة، كان المفروض أن تكون كل مشكلة في استشارة منفصلة، ولكني أشعر أن هناك ترابطًا بينها، أملي بالله ثم بكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.