السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً أشكر لكم هذا الاهتمام الراقي برسائل المرضى والمهمومين والقلقين أمثالي!
باختصار أنا أعاني من قلق غريب، ووسواس مرضي لدرجة أنني قبل مراسلتكم قد بحثت طويلاً في قوقل، وعنوان اليوم كان الجلطات الدماغية والوقاية منها!
أنا متعلمة، مقتنعة بنفسي وبدرجة تحصيلي العلمي إلى حدٍ ما، والحمدلله رب العالمين، ما لا يعجبني أبداً هو أني عندي وسواس غريب تجاه الأطباء النفسيين، وهو أنني في كل مرّة أقرأ فيها أو أسمع فيها طبيب أشعر أنهم يتقنون فن إقناع المريض بأن كل ما يمر به هو مجرد وساوس، وقلق، وكأنه شيء عابر للتخفيف عنه بينما الشعور به شيء فظيع.
دائماً أفكر وأقول أن الأطباء يرسلون لنا إيحاءات نفسية بأننا بخير والآن أنا محبطة، وأشعر أنه لا شيء سوف يفيدني مع أنني استفدت كثيراً من نصائح د. محمد عبد العليم جزاه الله كل الخير، حتى أنني قد حفظت الخطوات، والنصائح كلها تقريبا، جربت كثيراً أن أفكر بإيجابية، وأنني صغيرة على كل هذه الأشياء على الأقل لكن أعتقد أنها أقوى مني ربما وربما لست قادرة على التعامل مع نفسي كما يجب مع أنني لست متشائمة أبدا،ً وأحب الحياة والفرح لكن!
أصبحت أشعر وكأنني عشت الدنيا، وانتهى كل شيء، لا طعم ولا انتظار ولا حماس لشيء ! أصبحت موسوسة حتى بلا سبب، هذا شعور بشع جداً، أريد أن أشعر بأن أشياء جميلة ما زالت تنتظرني وأتحمس لها وأعيش من أجلها وأشعر بيومي!
وساوس المرض بدأت عندما توفي جدي وجدتي بأمراض خطيرة - رحمة الله عليهم - كنت أراهم أمام عيني بالوجع والأعراض، وكان ذلك يسبب رعباً لي، ولا أدري إن كانت لها كل العلاقة أم أنا "خائفة" وكثيرة التفكير أصلاً!
في السنوات الماضية كنت أستطيع السيطرة على هذه المخاوف والقلق، ولم يكن يؤثر كثيراً على مزاجي بل هي مخاوف عامة وعابرة.
من شهرين فقط أو أقل قليلاً بدأت الحالة بالازدياد بشكل مفاجئ، ومن بعدها لم تهدأ إلا لفترات بسيطة أو أيام قليلة.
أصبحت أشعر مع التفكير بشيء من الصداع أو الدوخة وشعور النبض برأسي وحلقي مع غثيان خفيف، وضيق تنفس، وبرد، والأبشع من كل هذا أشعر أنني سوف أصاب بالجنون، أو بشيء في رأسي -لا قدر الله- هناك انقباضات أشعر بها خلف عينيّ، واليوم قبل النوم لم أستطع بلع ريقي بسهولة، فقط بقيت للحظات أحاول ذلك، مع ملاحظة أن النوم متقطع أحياناً، وليس دائماً -حسب النفسية في كل يوم-.
أنا شديدة القلق والحساسية وخائفة لأبعد حد، أهتم بنفسي كثيراً، كان لدي وسواس النظافة منذ طفولتي والآن أصبحت أوسوس في صحتي وعمري، أخاف أن أفعل شيئاً، وتكون عواقبه شيئاً آخر، وهذا ما يجعلني مترددة دائماً وخائفة ! أوسوس حتى في صلاتي وعبادتي وعلاقتي بربي، وأحياناً أدعي على نفسي لا أدري كيف ولماذا وكأن هناك صوتين بداخلي واحد لي والآخر عدوي وضدي.
أشعر أحياناً أن رأسي سوف ينفجر من شدة ازدحام الأفكار ومداهمة هذا التفكير، أخاف من هذا الشعور كثيراً، أريد أن أعيش كباقي الخلق وأرتاح نفسياً من كل هذا.
سؤال أخير: هل هذه الأعراض ممكن أن تسبب شيئاً أو مرضاً عضوياً بسبب كثرة التفكير والأعراض الجسدية؟
ملاحظة: أنا أعتني بنفسي جيدا،ً ولا أحب الدواء، ودائماً أتركه كخيار أخير حتى في الصداع العادي.
لا أعتقد أنني انتهيت، ولكن فوضى ما أشعر به تركتني هنا...
شكراً لكم، وجزاكم الله خيراً وفيراً.