السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 24 عاما، كنت من الأوائل في جامعتي، ولله الحمد، لكن كانت عائلتي منطوية جدا من الناحية الاجتماعية، ثم تزوجت منذ 6 أشهر من طبيب جراح 32 سنة أحبه جدا - الحمد لله- لأنه حنون وشهم وذكي وكريم عليّ؛ ولأني أعيش معه بعيدا عن أهلي، وأعاني منذ صغري من فقدان الحنان والثقة الكاملة بنفسي، فإنه يقوم بدور الزوج الحنون والأم والأب والحماة المتسلطة أيضا.
الحمد لله أنا سعيدة معه، لكن أحيانا أشعر أنه يحاول أن يربيني من جديد! أكثر ما يضايقني فيه هو عدم إتقانه لفن التنبيه على الأخطاء، فإذا أخطأت فإنه يعنفني وينتقدني بشدة ويرفع صوته عليّ أمام جميع الناس حتى أشعر بالمهانة، وأحس أن هذا أسلوبه مع الجميع حتى مع أمه وأخواته وأبنائهن.
لا يجيد الانتقاد ولا التوجيه، بل يعنف تعنيفا يهين كرامة الإنسان، أشعر أنه متكبر جدا في مخاطبتي، وفي حديثه عن نفسه وقدراته وإنجازاته، وعلاقاته الاجتماعية، ولا يشعر أن لديه أي عيب! لكثرة ما يتسنى له من فرص لخدمة الناس والضعفاء في المشفى، ويحصل يوميا على أمطار من المديح.
عيبه الآخر هو شدة ملاحظته، ودقته في أن تكون الأمور والتنفيذات على أتقن وجه، وبأسرع وقت وأجدر مهارة، فيتدخل في كل ما أقوم به، في كل صغيرة وكبيرة، مع أنه لا يفقه في أمر المطبخ شيئا، لكن أشعر أن ثقته العالية أمامي تمكنه من عمل كل شيء، بكل تكبر وثقة ومهارة في الحقيقة.
أخذ عني أفكارا كثيرة بأني لا أحسن الطبخ، ولا تنظيم المنزل ولا العناية بتغذية نفسي، وذلك لأني نحفت بعد الزواج كثيرا، لأني أصلا كنت خائفة من السمنة التي تظهر للكثير بعد الزواج فأصبح قبيحة في نظره لا قدر الله، وشماعة للتعليقات الساذجة، فصرت أتجنب الأكل كثيرا، فنحفت، بينما زاد وزنه كثيرا وخرب شكله (الجميل).
أيضا كنت خائفة أن أظهر له مهاراتي في المنزل أو أعوّده على أن أخدمه في كل شيء، فيتعود على ذلك، ويتعبني إن أصبحت في المستقبل مشغولة. وبالرغم من وجود تلك المعتقدات الخاطئة عندي إلا أني والله صرت أبذل جهدي في عمل الأفضل، لكن لا أرى منه شكرا على مجهودي، ولكن تركيزه منصب على ما ينقص عملي.
أريد من زوجي التشجيع والرحمة في انتقادي، وإعطائي مليون فرصة حتى أستعيد ثقتي التي يهدمها كل يوم؛ لأثبت له أني أفضل منه، وإن كان يكبرني ولديه ما لديه من المواهب والقدرات.
أريد أن أمتلك معتقدات صحيحة، وصافية وثابتة في التعامل مع زوجي، فقد تعبت من قراءة الكتب والاستماع إلى نصائح الآخرين، وإن كانوا أهله، فزوجي طبيعته تختلف عن طبيعتي في تنفيذ النصائح حسب تجارب الآخرين.
للحديث بقية لعلي أرسله في سؤال آخر وجزاكم الله خيراً.