السؤال
السلام عليكم..
أعاني من حكة في منطقة ما فوق الشرج، وليس في منطقة الشرج تحديدا، بل في المنطقة الواقعة فوقه.
أنا صراحة أخجل من الذهاب للطبيب والكشف عنده، أرجو السرعة في الرد، وشاكر اهتمامكم وما تقدمونه من خدمة.
السلام عليكم..
أعاني من حكة في منطقة ما فوق الشرج، وليس في منطقة الشرج تحديدا، بل في المنطقة الواقعة فوقه.
أنا صراحة أخجل من الذهاب للطبيب والكشف عنده، أرجو السرعة في الرد، وشاكر اهتمامكم وما تقدمونه من خدمة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فليس هناك سبب واحد للحكة في هذه المنطقة، بل هناك عدة احتمالات، خاصة وأنكم لم تذكروا أي موجودات أخرى، كالاحمرار، والقشور، وغير ذلك، ومع ذلك فغالباً ما يوجد عندكم سببه عارض، وليس دائماً لهذه الحكة التي بدأت قريبا، وليست مزمنة، كما يمكن أن يفهم من السؤال، وهي غالباً ما تكون إما الفطريات أو التهاب الجلد العصبي، والأكزيما التماس، و(المذح) أي التهاب الثنيات أو أكزيما التماس.
وقد فصلنا مناقشة حالة مشابهة لسؤالك ذات الرقم (261584) نورد أدناه نسخة منها، ولكن مع بعض التعديلات لتوافق السؤال:
( هناك احتمالات عديدة، وسنضطر للتفصيل في بعضها، ولو أن بينها تداخلا وتشابها.
الفطريات:
• وهو مرض حاك، وقد تكون الحكة فيه شديدة جداً.
• ويكون محدد الحواف، واضح المعالم، ذا هامش فعال، واتجاه نابذ مرتفع ومركز أنقى، ومنخفضا نسبة إلى الحواف.
• غالباً ما يزيد بالرطوبة والاحتكاك والتعرق، وأشهر الصيف الحارة الرطبة أو يكون مصاحباً لمرض السكري أو غيره من أمراض ضعف المناعة.
• تشخيصه يتم بالفحص السريري أو المجهري المباشر أو بالمزرعة الفطرية.
• العلاج هو مضادات الفطريات الموضعية على شكل كريم ( مثل الكلوتريمازول أو الإيكونازول أو ميكانازول أو غيرها ) كما يحتاج تطبيق الكريم مرتين يوميا إلى ما بعد اختفاء جميع الأعراض والعلامات، وينبغي غسل الملابس الداخلية وغليها وكويها لمنع إعادة العدوى منها.
• وأما الحكة فيمكن السيطرة عليها بمضادات الهيستامين مثل الزيرتيك 10 مغ أوالكلاريتين 10 مغ يوميا وهما لا يسببان النعاس، ويمكن أخذهما أثناء النهار، كما ويمكن أخذ الأتاراكس 10 مغ ليلاً ولكنه قد يسبب شيئاً من النعاس وتؤخذ مضادات الهيستامين كملطف ومهدئ للحكة ريثما يتم القضاء على الفطريات بمضاداتها.
وهناك احتمالات أخرى للحكة في هذه المنطقة منها:
1- الحزاز المحصور، أو كما يسميه البعض التهاب الجلد العصبي.
2- الصدفية، واحتمالها ضعيف عندكم؛ لأن الصدفية مرض مزمن، وليس حادا.
3- التهاب الجلد الدهني.
4- حمامى الأرفاغ.
5- الحزاز المنبسط.
ولكل مما ذكر ما يصفه ويسمه الوسم المميز، ويعود للطبيب الفاحص المعالج اتخاذ القرار، واختيار العلاج المناسب.
فأما الحزاز المحصور والصدفية فنناقشهما من خلال مقارنتهما ببعض؛ وذلك إتماماً للمناقشة، وإزالة للشك من وجود أحدهما:
• إن وجود بقع حمراء مغطاة بوسوف أو قشرة بيضاء يتماشى مع الصدفية.
• تكون البقع أو الآفات الصدفية واضحة الحدود تماما، وتكون بأحجام مختلفة قد تشكل لويحات كبيرة جدا، بينما الحزاز هو تجمع لحطاطات صغيرة متزاحمة، والقشور قليلة، واللون أقرب إلى البنفسجي منه إلى الأحمر أو الوسوف البيضاء.
• الصدفية غالباً غير حاكة، إلا إذا تهيجت من الأدوية أو كان المريض عصبياً رافضاً لها أو كانت في الطويات كما هي شكواكم.
• الصدفية غالباً تصيب فروة الرأس، ولا تؤدي لتشكيل ندبات، وقد تصيب الجلد فوق المفاصل، وليس من الشائع إصابته للثنيات، بينما الحزاز المحصور يصيب مواضع تنالها اليد بالحك.
• الصدفية تصيب الأظافر بحفر صغيرة أو تصبغات أو تسمكات تحت الأظافر أو انفصال الظفر جزئياً عما تحته، بينما الحزاز المحصور لا يصيب الأظافر.
• وجود قصة عائلية من الصدفية يرجح الصدفية، بينما في الحزاز لا يوجد قصة عائلية.
• الصدفية ذات مسيرة متفاوتة بين التحسن والزيادة، وذات هجمات فصلية، فهي غالباً تتحسن صيفاً وتزداد شتاءً، بينما الحزاز ذا مسيرة أكثر استقراراً، والأغلب فيه الحكة.
• الصدفية أكثر تأثراً بالانفعالات النفسية والقلق والخوف، والحزاز المحصور يكثر عند العصبيين.
• يندر أن ينتشر الحزاز المحصور، بينما الصدفية تنتشر وتصيب مساحات متفاوتة.
• قد يصاب الصدف بالتحزز نتيجة الحكة الشديدة.
• وقد يكون هناك حزاز وصدف بآن واحد، ولكن هذا نادر.
نؤكد على ضرورة استعمال الهيدروكسيزين؛ لأنه مهدئ للحكة والنفس، وقد يمنع بعض المضاعفات، سواء أكان المرض صدفية أم حزازاً.
ونحن ننصح باستعمال اللباس القطني الناعم الأبيض لمنع الاحتكاك، مبتعدين عن النايلون، والبولي أستر، والألياف التركيبية، والاصطناعية، ( أي قطن وأبيض وناعم ) هذا بعد علاج المرض الأصلي.
في الختام: يجب تأكيد التشخيص؛ وذلك من خلال زيارة طبيبة الأمراض الجلدية لإجراء الفحص المباشر العيني أو المجهري؛ لنفي أو لإثبات الإصابة بالفطريات، فإن كانت فطريات فاتباع ما ذكر أعلاه، وتجنب الكورتيزونات القوية على هذه المواضع، وإن كان المرض حزازا، فالعلاج باستعمال مضادات الهيستامين واللوكاكورتين فيوفورم، وإن كان صدفية فيفضل البدء بترافوكورت مع مضادات الهيستامين، ولكن الأمر يحتاج متابعة، ولا يمكن الاستمرار على هذه الأنواع من الأدوية لفترات طويلة دون إشراف طبي. )
وأما بقية الاحتمالات فنتركها للطبيب الفاحص حتى لا يطول المقال، وحتى لا يلتبس الجواب وتقع الحيرة، ومعنى ذلك أنه إذا وافق ما عندك ما ذكرناه فهذا أمر طيب ومطمئن، وإن لم يوافقه فليس هناك ما يقلق، ولكن ننصح بمراجعة طبيب الأمراض الجلدية للفحص والمعاينة، ووضع التشخيص.
وننصح بعدم الإسراف في التنظيف، خاصة إن كان الصابون المستعمل جديدا، أي قد يكون هو سبب الحساسية أو الفرك أو المبالغة في استعماله.
وأما البواسير فهي قد تسبب الحكة في هذه المنطقة، ولكنها تسبب ألما أكثر من الحكة، ويكون موضعا حول الشرج، مع ملاحظة أن العرض الأكثر شيوعا في البواسير هو النزف أو نزول الدم الأحمر من الشرج مع التبرز، خاصة إن كان هناك شيء من الإمساك، وقد ناقشنا البواسير في الاستشارة رقم (262250) ونرفق نسخة من الجزء المتعلق بسؤالكم.
( السؤال ينقسم إلى العديد من الفقرات:
أولا: البواسير:
- إن البواسير تتميز بوجود الألم بعد التبرز، والنزف بين الحين والآخر، وخاصة الدم الأحمر، وهذا يشير مرجحاً الإصابة بالبواسير، والتي لا يخطئ بتشخيصها الطبيب الجراح، حتى ولو نظر إليها نظرة خاطفة.
• وننصح بالآتي:
1. بتجنب الإمساك؛ وذلك عن طريق تناول المواد الليفية، والخضار، والفواكه الطازجة.
2. وكذلك بالمشي، والرياضة المنتظمة، والتي تؤدي إلى تنظيم الدوران الدموي في الحوض.
3. وكذلك بالمغاطس الدافئة أو الحارة المحتملة، والتشطيف بها؛ لأنها تساعد في تنظيم الدوران في المنطقة، فالبواسير ما هي إلا دوالي المنطقة الشرجية.
4. ننصح أيضا بزيارة الطبيب العام أو الجراح العام؛ وذلك لنفي وجود الشق الشرجي أو الناسور أو كيس الشعر أو الدمل أو أي نوع من التقيحات كالخراجات الباردة في هذا الموضع المحرج.
5. من الممكن استعمال بعض الأدوية الموضعية، والتي بعضها يحتوي على الكورتيزون مع أو بدون المضادات الحيوية، ولكن باستشارة الطبيب الفاحص المؤكد للتشخيص. )
إذن الخلاصة:
ننصح بقراءة ما ذكرناه أعلاه بحرص، ولا ننصح باستعمال أي دواء قبل الوصول إلى التشخيص، ولكن لا مانع من استعمال أحد أنواع مضادات الهيستامين المذكورة أعلاه، فإن تم الشفاء فبها ونعمت، وإلا فيجب مراجعة الطبيب المختص بالأمراض الجلدية.
والله الموفق.