السؤال
لي ولد في العشرين من عمره، انقطع عن الدراسة بعد محاولات كثيرة معه باءت كلها بالفشل، والآن ابتلي بتعاطي المخدرات مع أن العائلة كلها ملتزمة وأخواته كلهن متفوقات في دراستهن.
لي ولد في العشرين من عمره، انقطع عن الدراسة بعد محاولات كثيرة معه باءت كلها بالفشل، والآن ابتلي بتعاطي المخدرات مع أن العائلة كلها ملتزمة وأخواته كلهن متفوقات في دراستهن.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك ولدك، وأن يغفر له، وأن يتوب عليه، وأن يهديه صراطه المستقيم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فكأني فهمت من رسالتك أنه الولد الوحيد لديك، وإذا كان الأمر كذلك، فأعتقد أن هذا من أهم عوامل وأسباب فشله، إذ أنه شعر بأهميته في الأسرة، وأنكم غمرتموه بالعطف والحنان والدلال الزائد، وعدم المؤاخذة على ما يصدر منه من تصرفات خاطئة بحجة أنه وحيد، إذ أن من أهم أسباب الانحراف لدى الشباب إنما هو الدلال والدلع والحرية المطلقة، وتلبية الرغبات مهما كانت، وهذه مع الأسف الشديد كلها عوامل دمار، وهاهو ولدك يدفع ثمن ذلك الآن من دينه وصحته وسمعته وسمعة أسرته، وفوق ذلك قد تكون الصحبة السيئة لها دورها أيضاً في إفساده، ومما لا شك فيه أن مرحلة التربية المؤثرة قد ولّت؛ لأنه الآن رجلاً، وبمقدوره أن يكسر أي أمر يصدر إليه منك أو من غيرك، فليس أمامك إلا حُسن السياسة، ومحاولة الإقناع بالفعل والمنطق، والاجتهاد في إخراجه من شلة السوء وأصدقاء الضياع، وفوق ذلك ضرورة معالجته من الإدمان وتعاطي المخدرات، فهذا شيءٌ مهم، فأدخلوه إحدى المصحات لديكم، أو أي جهة ذات علاقة بالإدمان والمخدرات، ثم ساعدوه في العودة إلى الله، وخاصةً الصلاة، وعليك أنت ووالدته بالدعاء له؛ لأن دعوة الوالدين لا ترد، فلا تحرموه من دعائكم، حتى وإن ساء إليكم؛ لأنه في أمس الحاجة إلى ذلك.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق في علاجه، وتخليصه من تلك الأخطار.
وبالله التوفيق.