السؤال
السلام عليكم.
سيدي الفاضل، تتلخص مشكلتي بأني متزوج منذ 4 سنوات، وزوجتي امرأة طيبة جداً وملتزمة ومطيعة، ولكنها تتصف بالعناد، وفي الفترات الأخيرة بدأت لا تسمع الكلام (أي عدم الطاعة في أمور محددة) مثلاً: كثرة الشكوى من موضوع إلزامها بلبس الخمار، وأني أضغط عليها، مع العلم أني لا أضغط إلا في الأمور التي أعتقد أنها يجب ألا تحدث، كأن أمنعها من الذهاب إلى المراكز التجارية بمفردها، وعدم زيارة أحد لا نعرفه؛ لأننا في غربة، المهم أن كل مواضيع مشاكلنا الأخرى هو أنها دائمة الرغبة في الشراء للملابس وغيره، وأنا حددت مصروفاً محدداً لها لهذه الأشياء.
ومع مرور الوقت أصبحت هذه المواضيع تتكرر بشكل كبير، وأنا أنصحها وأوجهها، وهي تسمع الكلام، وتوافق عليه، ثم تعود إلى نفس الحال، واستمر الحال على ما هو عليه؛ مما جعلني أستفز وأغضب بسرعة من هذه المواضيع، وبالتالي أتعامل معها بحدة، ومع مرور الوقت زادت الجفوة بيننا، مرات نكون على أفضل حال، وعندما تعود إلى هذه المواضيع تعود الجفوة، لم أكن أمد يدي عليها، وإنما كنت أصيح في وجهها نظراً إلى تكرار نفس المشاكل، وبدأت ترفع صوتها، وتصيح، وتتلفظ بألفاظ لا تصح، كأن تقول: سخيف وكريه، وعندها كنت أشد عليها، وأمد يدي عليها، ولكن ليس بالضرب، وإنما بالدفع ومسك اليد بقوة، أو نادراً ضرب باليد بيدها، وأحذرها من تكرار ذلك، ولا أكلمها، وأخرج من البيت، وتستمر الحال لمدة يومين، ثم تأتي وتعتذر ونتصالح.
المهم أنه في ذات يوم طلبت أن تخرج إلى إحدى جاراتها لإعطائها شيئاً، وأخبرتها أني لا أعرفهم، ولا أريدها أن تذهب إليهم، وبينما أنا جالس، وإذا بها قد لبست وتريد أن تخرج؛ فغضبت عليها، ولكنها ألحت بالطلب، فأخبرتها أن تذهب ولا تدخل البيت، وإنما تسلم الشيء من الباب وتعود، ولكن ما حدث: أن جارتها أصرت عليها، ودخلت وتأخرت قليلاً، واتصلت لتخبرني بذلك، وعندما عادت صحت في وجهها، وأخبرتها أن كلام زوجها ورضاه أهم من كلام جارتها، وحدث أن ردت بطريقة سيئة؛ فما كان مني إلا أن ازداد غضبي، وصياحي، ودفعتها، وشددت على يدها؛ لأنها كانت تلوح بيدها أمامي، مع أني كنت أحاول كسر الغضب، والخروج من نفس الغرفة، وبدأت تتلفظ بكلام جارح، كأن تقول: أنت مريض نفسياً، اذهب عالج نفسك! وقالت: أنت سخيف، فلم أتمالك نفسي، ودفعتها بقوة، وطلقتها طلقة واحدة، وبعدها سكت وجلست في غرفة وهي في غرفة أخرى، وذهبت بعدها إلى الشيخ؛ لأستفسر عن الطلاق: هل وقع أم أنه لم يقع؛ لأنه كان في حالة غضب؟
واستمر الوضع كما هو لمدة أسبوع، لم نخبر به أحداً من الأهل إلا خالتها في مدينة أخرى؛ لأن أهلها في دولة أخرى، وكنت مستاء جداً منها، ولم أقرر: هل أستمر معها أم لا! ولكن كنت أرى فيها إيجابيات أكثر، وأن الاستمرار ممكن، لكن لابد أن تعرف أن ما قالته وما عملته لن يتكرر.
وصل الأمر إلى أهلها؛ فطلبوا مني أن أسمح لها بالذهاب إلى خالتها لمدة أسبوعين إلى أن تهدأ النفوس، ثم يتم معالجة الأمر، ووضحت لأهلها أني متمسك بها لكن لابد أن تصلح حالها، وبالفعل أتوا وأخذوها، وبعدها علمت أنها لا تريد العودة؛ فسألت: لماذا؟ فقالوا أنها تشعر بأننا غير منسجمين؛ فاتصلت بأبيها وشرحت له الموضوع بالتفصيل، وأني أريدها أن تعود، وأريد أن نجلس ونحكّم أحد أفراد العائلة، ونحل كل المشاكل سواء من طرفها أو من طرفي، وكل ذلك كان لأنني شعرت بأني تسرعت، وأنها لحظة غضب، وأن هذه الأمور من الممكن إصلاحها؛ لأنها بالمجمل امرأة جيدة، وأكن لها كل المحبة، ولكنها للأسف حتى الآن ترفض - مع أني أبلغتهم أني أرجعتها إلى ذمتي - مبررة ذلك بأننا غير منسجمين، وأنه قد حدث الطلاق، وطالما أنه ليس بيننا أبناء فالأفضل أن نفترق، وحاولت معها متناسياً كل أخطائها؛ لعلمي أنه من الممكن أن تصلح، ولكن بدون فائدة حتى الآن.
حتى أبوها عندما تواصلت معه يقول أن أسباب ابنته غير مقنعة، لكنه لا يستطيع إجبارها على العودة، وأنا أعرف أن من أسبابها كثرة المشاكل، وأنها تطمح بعد الطلاق في الذهاب إلى أهلها لإكمال دراستها الجامعية، مع أني عندما تزوجتها كانت بالثانوية، ولا تريد إكمال دراستها، وفي الفترات الأخيرة فتحت هذا الموضوع كثيراً، وأخبرتها أني لا أستطيع حالياً للظروف المادية التي نعيشها في البلد الذي نعيش فيه، ولكن من الممكن مستقبلاً إذا اتيحت الفرصة لذلك.
وأود أن أخبركم أني أستطيع أن أتزوج بسهولة، وهي من سيتضرر أكثر؛ لكني أكن لها محبة كبيرة، وأشعر أنها ستصلح حالها إن عالجنا المشاكل؛ لأننا جميعاً ملتزمون دينياً.
أرجو منكم أن تنصحوني بما أفعل للمحافظة على البيت الذي أحسبه عند الله بيتا صالحاً، ولكم من الله خير الجزاء!