السؤال
في الواقع أن المشكلة تخص أخي، فهو في الثلاثين من العمر وغير متزوج، ويحمل الشهادة الثانوية، وملتزم بالفرائض الدينية ولله الحمد، بعد تخرجه عمل في وظيفة حكومية وكان راتبه جيداً، وقبل أربع سنوات تقدم إلى وظيفة حكومية أخرى في مكان آخر فكانت الوظيفة من نصيبه، فرحنا بذلك وكانت الوظيفة مرموقة، ويمكن اعتبار راتبه ممتازاً، وهنا بدأت المشكلةّ!
لقد أصبح أخي مبذراً وأصبح الادخار للمستقبل في نظره بخلاً؛ لأن الادخار -كما يقول- لا يمكنه من شراء ما يريد، صار يعطينا المال بلا حدود، ويستلف منه أصدقاؤه ولا يرجعون له ما استلفوه، ويعتبر ذلك من باب المساعدة وحب الخير، يشتري أشياء ليست مهمة ولا يستخدمها في الغالب بحجة أنها رخيصة، يبالغ في الأكل من المطاعم ويجاري في ذلك أصدقاءه ويتنافسون على ذلك كما يقول، حتى إنه أصيب بقرحة حادة في المعدة، مثلاً: يحلم بشراء سيارة غالية على الرغم من أن سيارته جديدة وممتازة، ولا أخفي عليكم أنه صار يبيع سيارته ويشتري أخرى أكثر من مرة ومن دون هدف، في إحدى المرات قام ببيع سيارته لصديق له لمجرد أنه أُعجب بالسيارة فلم يتردد ببيعها له، مع أن ما كسبه منها قليل جداً، وعندما سألناه قال: إنه يخاف أن يحسده الصديق عندما يشاهد السيارة.
حالتنا المادية قبل أن يعمل في هذه الوظيفة كانت جيدة، ولم يقصر والداي علينا أبداً، وكنا نحاول أن ندخر ما يزيد لدينا لحياة أفضل، أما أخي فهو يعتبر ذلك بخلاً، وغالباً ما يحدث بينه وبين أبي وأمي خلاف على هذا الموضوع، ننصحه بالاعتدال والتوازن فلا بخل ولا تبذير ولكن لا حياة لمن تنادي، إذ إنه ما زال يعتبر ذلك بخلاً.
نرجو المساعدة، وشكراً.