السؤال
أنا متزوجة منذ 10 سنوات من طبيب على خلق ودين، إلا أنه كان غير مواظب على الصلاة، لكنه كان يخشى الحرام سواء في المال أو النساء، ورزقنا الله بأربعة أبناء وهو يكبرني بعام إلا أنه كان شبه عايش لنفسه، أي يعتمد عليَّ اعتماداً كلياً في كل شيء، بداية من إحضار طلبات البيت والأولاد إلى مسئولية الأبناء، وهو مجرد للمال فقط، وكان كثيراً ما يتركني وحدي ويذهب عند أمه ويجلس عندها بالساعات ولا يأتي إلا على النوم، وكانت تشجعه على ذلك، إلا أنه كان لا يبخل عليَّ بالمال وعمل بكبرى شركات الأدوية في مصر، وأصبح راتبه يفوق الخيال، ومنذ حوالي عامين بدأت ألاحظ تغيراً في طباعة واهتمامه بنفسه وبحثت فاكتشفت أنه على علاقة بامرأة عرفها عن طريق الشات على الإنترنت ويخرجان سوياً وغيره، وتطورت العلاقة بينهما لحد الاتصال به أمامي في البيت وبثته أجمل كلمات الحب والغرام وهو يبادلها نفس الكلام، ثم الصرف عليها ببذخ وغيره إلى إحضارها بيتي أثناء عدم وجودي فيه، وترك الصلاة نهائياً حتى الجمعة أصبح يصليها بالعافية وغيره.. وغيره.
فثرت ثورة كبيرة لكن دون جدوى فاستشرت رجال الدين وعملت بنصائحهم، وحاولت القرب منه بشتى الطرق كي لا أخسر بيتي وأولادي، واستدعيت أهلي وأهله للصلح بيننا، وكان كلما تاب واستغفر الله ردته الأخرى إليها عن طريق الموبايل والرسائل عليه وعلى الإيميل، وإيهامه بأنها الحب الحقيقي في حياته، وأن ما بيني وبينه مجرد تعود، وتدعيه لرؤيتها مرة واحدة وستكون آخر مرة ولكنها ترغب في وداعه قبل الفراق، فيذهب إليها من ورائي ويعود من عندها كارهاً لي ولأبنائي، ولا يحب مجرد النظر في وجهنا.
ومن يوم وقفة عيد الفطر الماضي وهو أصبح لا تأتيه نوبة التوبة ولا الاستغفار أبداً، وأصبحت هي كل شيء في حياته لا يرى ولا يسمع سواها، وتعرف عنا كل تفاصيل حياتنا وكأنها تعيش معنا، والأسوأ من ذلك أنه يحكي لها أيضاً ما يدور بيني وبينه مما أحله الله بين الأزواج، ولقد وصل بي الأمر إلى حد الجنون، وطلقني مرتين بسبب هذه الشيطانة التي تستملكه، وآخر ما توصلت إليه دعوته إلى الزواج منها بدل العيشة في الحرام، فرفضت بشدة وأقنعته أن هذه هي الحياة، وأن الإنسان لا يعيش سوى مرة واحدة، وأنني متخلفة وهي كثيرة السفر للخارج، ولقد قام بشراء موبايل بخط دولي لها باسمه يقوم بسداد فواتيره الشهرية التي تزيد عن الألف جنيه، وعندما أعاتبه نهرني بأنها تحبه وغيره وغيره، وقد وصل بهما الحد إلى أن تقوم بالرد عليَّ عند الاتصال به على هاتفه والعكس، ولقد هجرني لمدة أربعة أشهر وذهب عند أمه وأصبح يومياً يهددني بالطلاق -الطلقة الأخيرة- إن اعترضت على علاقته غير المشروعة بالأخرى، والأكثر حرماني من الأبناء وعدم الإنفاق عليَّ، ووالدته تعمل بالمحكمة ويعرفون ثغرات القانون ولا يعرفون من هو فوق القانون، وانكسرت نفسي، خاصة وقد بدأ التنفيذ فرفض دفع فواتير التلفون المنزلي والذي لا يستخدمه أغلب الوقت سواه على الإنترنت للحب من الأخرى والكهرباء وقسط الشقة وغيره، وأصبح يبخل علينا حتى بالقليل، وشعاره تجاهنا هو (وأن لك فيها أن لا تجوع ولا تعرى)، ورضخت وذلني لكي يعود إلى البيت والأبناء ولاسيما أننا نعيش في مدينة جديدة قليلة السكان، والبيت الذي نسكنه ليس فيه سكان سوانا، وعاد بكل الفجور وعدم الحياء فهو يعيش معها داخل البيت وخارجه وأمامي وأمام الأبناء ولا تتركه لحظة وهو داخل البيت إلا مع النت أو الموبايل، أما أنا وأبنائي فلنا الله، وهي لديها القدرة على تركه في أي لحظة وقادرة على استعادته في لحظة أخرى، والآن أشعر أنني أصبحت حطام إنسان، كل شيء فيَّ انكسر، ولا أعرف أي شيء عن الأخرى سوى أنها مطلقة ولديها طفلان، وتعمل بوظيفة كبيرة، وأنها قد تكون ضمن عصابة من كثرت ما رأيت منها، ووصل به الأمر إلى حد الرغبة في تسمية آخر أبنائي باسمها (نشوى) إلى آخر لحظة، ولم يرحمني من ذلك سوى أمه التي رأتني أنهار أمامهم قبل ولادتي بيوم وأنا أقول لها: ارحموني يرحمكم الله، ماذا فعلت بكم لأرى منكم كل هذا؟ ابنك الذي هو زوجي لماذا يذلني كل هذا الذل وأصبح يعايرني بأنني: بتاعة قال الله وقال الرسول، هل أصبح ذلك عاراً في هذا الزمان؟ وهل أصبح الفجور والزنا هو الدنيا والعيشة؟ وأين القدوة لأبنائي؟
لقد فرق بيني وبين أهلي، حتى وأنا واضعة حرم دخول أمي وأخواتي عليَّ بحجة أنهم وقفوا له عندما أهانني وذلني من أجل الأخرى، علماً بأنه لا يتخذ أي قرار إلا بمشورة الأخرى التي ترفض أن يعرف عنها أي شخص سواه شخصيتها وأكثر من هذا، فحسبي الله ونعم الوكيل.
والسؤال: هل هناك أمل في صحيان ضمير هذا الرجل؟ وهل هناك أمل في أن أستعيد توازني وأربي أولادي الذين أنهار أمامهم مثل الأب والأم مكسورة وتنهان بدنياً ومعنوياً أمامهم؟ وهل أطلب الطلاق وليكن ما يكون؟ فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وما فيه الآن يفوق طاقتي، وهل القانون لا يعاقب خرابين البيوت ومحطمي الأسر؟ إن زوجي الآن أصبح لا يعيش سوى للأخرى التي لديها القدرة على إنزاله لها في أي، وقت من النهار أو الليل، فهو كالمسحور بها، ماذا أفعل يا ربي؟