الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا يريد محررو المرأة

ماذا يريد محررو المرأة

ماذا يريد محررو المرأة

سؤال يحتاج إلى وقفة، بل وقفات لمعرفة تلك الدعوة التي في ظاهرها حسنة مقبولة محببة، ما إن تسمع بها الفتاة إلا انجذبت إليها، وسارت في ركابها، مسحورة ببريقها الخداع، وزينتها الكاذبة، ووعودها الكثيرة المفتراة.

فماذا يريد هؤلاء الدعاة من ادعائهم تحرير المرأة، وما هي أهدافهم؟ وما الذي يسعون إليه، ويبذلون من أجله، ويضحون له؟

إن حركة تحرير المرأة، حركة علمانية، نشأت في مصر في بادئ الأمر، ثم انتشرت في أرجاء البلاد الإسلامية، تدعو إلى تحرير المرأة من الآداب الإسلامية والأحكام الشرعية الخاصة بها مثل الحجاب، وتقييد الطلاق، ومنع تعدد الزوجات والمساواة في الميراث وتقليد المرأة الغربية في كل أمر … ونشرت دعوتها من خلال المجلات والجمعيات والاتحادات النسائية في العالم العربي.

ثم توسعت الدائرة إلى مؤتمرات بإشراف هيئات عالمية، تقوم بتقنين تلك الأفكار، والإلزام بتطبيقها، وحشد التأييد لها، والإنفاق السخي اللامحدود من أجلها، فلماذا كل هذا؟ وما الذي يريدون نشره والدعوة إليه تحت شعار تحرير المرأة؟

**إنهم يريدون ويقصدون بتحرير المرأة ما يلي:***

1- الحرية والانعتاق من أي سلطان أو التزام، وإبعادها عن الدين والقيم والأخلاق، وجعلها وفق التصور والمفهوم الغربي.

2- يريدون إخراجها من مملكتها العظيمة، ودارها المكينة، وسلطانها الوارف، وخيرها الدائم، ألا وهو البيت، لتزاحم وتنافس غيرها في تخصصاتهم، ثم يأتي من ينافسها في دارها، ويفسد عليها مملكتها.

3- يريدون لها السفور وأن تتخلى عن الحجاب، فتكشف مفاتنها لغير زوجها، ويطّلع على جمالها غير محارمها.

4- يريدون لها التزين والتطيب والتغنج لكل أحد، ولا تبقى خالصة لزوجها، وفي كل مكان حتى يصير البيت وغيره سواء.

5- يريدون لها مخالطة الرجال الأجانب، وفي كل المجالات في المدارس والجامعات والمؤسسات، والأسواق، من أجل هدم الحياء، وإزالة الحواجز النفسية، والاجتماعية.

6- يريدون لها المساواة بالرجل في كل شئ، حتى في التخصصات التي لا تصلح للمرأة ولا تقوى عليها، سواء لطبيعتها الأنثوية، أوضعف قدراتها الجسدية، وزادوا في المطالبة بالمساواة حتى تجرؤا على شرع الله، فقالوا بالمساواة في الميراث مع الرجل.

7- بل يريدون لها أكثر من ذلك، فلا مانع من أن توجد علاقات مع الأجانب غير المحارم، تبدأ علاقات تعارف وصداقة، ثم تتوسع إلى حرية جنسية مع غير الزوج والعياذ بالله.

8- يريدون لها حرية التحكم في الجنين الذي في أحشائها من حيث إبقائه، أو إسقاطه وإجهاضه.

9- يريدون لها حرية التصرف في جسدها كما تشاء دون ضابط شرعي، أو استشارة ولي، أو مراعاة عادات ولو كانت حميدة وسديدة.

10- يريدون لها ممارسة البغاء ومعاشرة الأخدان دون حياء، شأنها شأن الكافرات اللاتي لا يحرصن على عرض، فلا يعرفن البكارة ولا يحرصن عليها.

11- يريدون لها الابتعاد عن الزواج وتأخيره وتعقيد أمره بحجة التعليم والعمل، وصعوبة التعامل مع الأزواج .

12- يريدون منها رفض مبدأ تعدد الزوجات الذي شرعه الحكيم العليم، وتشويهه، والضغط على الزوج للاكتفاء بزوجة واحدة.

13- يريدون لها ترك الزواج، والأخذ بالبدائل المحرمة، كالصاحب والصديق والعشيق، وممارسة الزنى والسحاق، والدخول مع المماثل في ممارسة فعلية تؤدي إلى الاكتفاء به عن الشريك الطبيعي.

14- يريدون فرض مصطلحات جديدة لمفهوم الأسرة، يمكن أن تشمل الجنسين، وإبعاد الفوارق بين الذكر والأنثى، وتتضمن هذه النزعة فرض فكرة حق الإنسان في تغيير هويته الجنسية وأدواره المترتبة عليها، ومن ثَمَّ الاعتراف رسمياً بالشذوذ.

15- يريدون لها التهتك والإباحة والرقص والفجور وشرب الخمور والقمار، ثم الإلحاد وإنكار الأديان والكفر بالله وبالأنبياء، والسخرية بالدين وبالمتمسكين به.

16- يريدون لها ممارسة ثقافة الجنس والجسد بعيدا عن الدين والعرف الاجتماعي، وذلك من خلال ممارسة فنون صناعة الجسد وفنون الاهتمام باللذة الجنسية ومستلزماتها من الإعلان, والتجميل, والموضة, والعطور, والملابس الداخلية والخارجية, والإكسسوارات, ومسابقات الجمال, وعروض الأزياء, وفنانات ذوات أجساد.

17- يريدون لها أكثر مما مضى، وزادوا فجوراً ونكراً، فسموا العفة التي أمر الله بها في كل دين كبتاً، وصارت الدعوة سافرة إلى تخفيف هذا الكبت عن الشبان من الجنسين، بل صارت الدعوة علانية إلى البغاء، لا يستحي الداعون إليه، بل يريدون تنظيم البغاء حتى لا يضار الشبان من الكبت، فهؤلاء ملعونون فى كل دين وعلى لسان كل نبي.

18- يريدون إزالة الاختلافات بين الرجل والمرأة، واستخدام (التنمية) للتعبير عن الحرية الجنسية والانفلات الأخلاقي، واستخدام كلمة (السلـم) لمطالبة الحكومات بخفض نفقاتها العسكرية وتحويل الإنفاق إلى خطـط التخـريب والتدمير للأيديولوجية النسوية الجديدة؛ حيث تلزم مقررات بكين مثلاً الحكومات المحلية بتـنـفـيــذ الأهداف الاستراتيجية للنظام العالمي الجديد فيما يتصل بإقرار الأيديولوجية النسوية الجـديــدة، وذلك بمساعدة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وبالطبع فإنه يستهدف من وراء ذلك ضرب مواطن القوة في الحضارات المخالفة له.

**وكان استهداف المرأة من تلك الدعوة الماكرة للأسباب التالية:***

1- لأنها اللبنة الأولى في الأسرة، فإن استطاعوا إصابتها، أصابوا البناء الحصين، الذي أراده رب العالمين، وهو الأسرة.

2- لأنها مربية الأجيال، ومنشأة الأبطال العظام، فإن شُغلت أو أُبعدت ضعف الإنتاج وقل، وهذا ما يسعى إليه العدو الماكر.

3- لأنه بانحرافها ينحرف الكثيرون سواء كانوا من أبنائها، أو من غيرهم ممن أوكلت بهم.

4- الضرب في الصميم لاستهداف الهوية الإسلامية والقضاء على النظم الاجتماعية التي أثبتت أنها القلعة التي حمت العالم الإسلامي من السقوط والانهيار، ولذا فإن الصراع مع الغرب انتقل من السياسي والاقتصادي إلى الديني والثقافي والاجتماعي المتصل بالهوية والوجود.

وأخيراً نقول لأختنا المرأة الفاضلة، انتبهي –بارك الله فيك- ولا تنخدعي بالشعارات البراقة التي تخفي ورائها سموما قاتلة، تكونين أنتِ الضحية بالدرجة الأولي، والله يحفظ الجميع، والحمد لله رب العالمين.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة