"التلمود" كلمة مشتقة من الجذر العبري "لامد" الذي يعني : الدراسة والتعلم كما في عبارة "تلمود توراه"، أي: "دراسة الشريعة".
والتلمود من أهم الكتب الدينية عند اليهود، وهو الثمرة الأساسية للشريعة الشفوية، أي تفسير الحاخامات للشريعة المكتوبة (التوراة).
ويخلع التلمود القداسة على نفسه باعتبار أن كلمات علماء التلمود كان يوحي بها الروح القدس نفسه (روح هقودش) ، باعتبار أن الشريعة الشفوية مساوية في المنزلة للشريعة المكتوبة، والتلمود مصنف للأحكام الشرعية أو مجموعة القوانين الفقهية اليهودية، وسجل للمناقشات التي دارت في الحلقات التلمودية الفقهية اليهودية حول المواضيع القانونية (هالاخاه) ، والوعظية (أجاداه).
وقد أصبح التلمود مرادفاً للتعليم القائم على أساس الشريعة الشفوية (السماعية).
ويتبين من ذلك أن التلمود يشبه التفسير ، إذ هو الشريعة والقانون الذي تلقاه الحاخامات الفريسيون من اليهود شفاهـاً ، ودونوه سراً جيلاً بعد جيل ، ولذلك فهو مقدس عند الفريسيين ( وهم أكثر اليهود الآن ) ، ومنه تلمـود بابل الذي شرحه البابليون ، وتلمود فلسطين الذي شرحه الفلسطينيون ، وباقي فرق اليهود تنكره .
والذين يقدسونه يرفعونه فوق التوارة ، ويقولون عنه : ( إن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليهـا ، ومن درس المشناه (متن التلمود)فعل فضيلة يستحق المكافأة عليها ، ومن درس الجاماره(شرح المتن) فعل أعظم فضيلة ) .
ومحتوى التلمود لا يختلف كثـيراً عن محتوى التوراة ، بل هو أخطر ، ففيه يزعم اليهود أن أرواحهم جزء من الله ، وأنهم أرفع عند الله من الملائـكة ، وأن من يضرب يهودياً فكأنمـا ضرب العزة الإلهيـة ، وأنهم مسلطون على أموال باقي الأمم ونفوسهم لأنها في الواقـع - حسب زعمهم - أموال اليهود ، وأن الأرواح غير اليهودية شيطانية ، وأن الناس - من غيرهم - كلاب وحمير خلقوا في صورة آدميين ليليقوا بخدمة اليهود ، وأن على اليهودي أن يسعى لقتل الصالحين من غير اليهود .