الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدث في مثل هذا الأسبوع (16-22 من ذي الحجة)

حدث في مثل هذا الأسبوع (16-22 من ذي الحجة)

حدث في مثل هذا الأسبوع (16-22 من ذي الحجة)

وفاة المؤرخ اليمني محمد محمد زبارة 16 من ذي الحجة 1380هـ(1961م)
وهو مؤرخ، ونسابة، وأديب وشاعر، من كبارعلماء عصره، له الفضل في تقديم تاريخ اليمن الحديث وجمعه من شتاته، وهو أحد أعلام اليمن في التأليف والتاريخ.

كانت حياته مليئة بالعطاء المتواصل والمتجدد في مختلف ميادين الحياة.
نشأته :
اسمه : محمد بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن إسماعيل زبارة الحسني.
مولده بصنعاء 1301 هـ، وبها تلقى علومه عن مشاهير علماء عصره، توفي أبوه عام 1308هـ وهو طفل صغير، فنشأ في كنف أخيه (علي)، فحفظ القرآن الكريم، وبعض المتون العلمية، ثم درس الفقه، والحديث، واللغة على جماعة من علماء مدينة صنعاء؛ منهم: (محمد بن قاسم الظفري)، و(إسماعيل بن علي الريمي)، و(محمد بن محمد السنيدار)، و(قاسم بن حسين أبوطالب)، و(أحمد بن قاسم حميد الدين)، و(الحسين بن علي العمري)، و(محمد بن عقيل العلوي)، و(يحيى بن محمد الإرياني).
كما درس في مدينة (الروضة)- هي اليوم جزء من مدينة صنعاء في جهة الشمال - على بعض علمائها؛ مثل: (محمد بن محمد العراسي)، و(أحمد بن عبدالله الكبسي)، وغيرهما.
وفي بلدة (خولان العالية) شرقي مدينة صنعاء، درس على العلماء: (محمد بن علي أمير)، و(عبدالله بن أحمد)، و(علي بن حسين الشامي).
وفي بلدة (قفلة عذر)، شمالي مدينة صنعاء؛ درس على الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين)، و(أحمد بن يحيى عامر)
كما درس في مدينة تعز على العلامة (علي بن أحمد السدمي)، ومن شيوخه أيضًا: (علي بن علي اليماني)، و(أحمد بن عبدالله الجنداري).

مع الإمام يحيى حميد الدين
استعان به الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين) في كثير من المهمات لإعجابه بعلمه وأدبه وفطنته وهو شاب في عمر 23 عاما فلازمه، كما ولاه القضاء في بلاد (خولان العالية) سنة 1330هـ وظل قاضيا بها سبع سنوات، واستعان به في فضِّ النزاعات بين أمراء المناطق والأهالي.
وكلفه بعدة مهام أثناء حرب الأتراك، وشارك في صلح دعان وهو صلح عقد بين الإمام وبين (العثمانيين)، ومثل اليمن في المؤتمر الإسلامي بالقدس سنة 1350ه‍‍، كما رحل إلى الهند، والبصرة، وبغداد، وطهران، وسورياً، ولبنان، وعين رئيساً للجنة التأليف سنة 1356ه‍‍، ووزيراً للأوقاف سنة 1368ه‍‍، وتدرج في عدة مناصب.
سافر إلى الحرمين الشريفين للحج، وعاد إلى مكة المكرمة مرة أخرى مندوبًا عن الإمام (يحيى)، في المفاوضات التي قامت بين الإمام وبين أمير مكة الشريف (حسين)، كما سافر إليها ثالثة في بعثة مرسلة من الإمام إلى الملك (عبد العزيز آل سعود)، وذلك سنة 1346ه‍، (1928م).

في مصر
رحل زبارة إلى القاهرة سنة 1347ه‍‍، ومعه مجموعة من المخطوطات اليمنية لطبعها، ومكث فيها ثلاث سنوات لهذا الغرض، وأثناء مكوثه في مصر التقى بعدد من العلماء والشيوخ المعروفين ودرس على أيديهم العلوم الشرعية مثل العلامة محمد بن حبيب الله الشنقيطي، وأحمد بن رافع الطهطاوي.
ومن المؤلفات اليمنية التي طبعها العلامة والمؤرخ محمد زَبارة في مصر كتاب (فتح القدير الجامع بين الدراية والرواية في علم التفسير) للشوكاني خمسة أجزاء، و(الروض النضير شرح مجموع الفقه الكبير) للسياغي في أربع مجلدات و(تحفة الذاكرين) للشوكاني و(مجموع الرسائل اليمنية) وهي ست رسائل لمؤلفين يمنين مختلفين و( ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان) و ( البرهان القاطع في إثبات الصانع وجميع ما جاءت به الشرائع) لابن الوزير اليماني وكتاب (نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر) لزبارة نفسه، و(نيل الأوطار) و(البدر الطالع) للشوكاني.
وكانت من نتائج طبع و نشر تلك المؤلفات اليمنية في مصر أن أحدثت أثراً حسناً بين العلماء المسلمين وفي هذا الصدد يقول الباحث حسين زَبارة:" وكان لنشر هذه الكتب اليمنية تأثير كبير لدى العلماء في الدول العربية والإسلامية " . ويضيف المؤرخ القاضي إسماعيل الأكوع قائلا : " وقد كان لنشر بعض كتب علماء السُنة في اليمن أثر كبير في التعريف باليمن لدى علماء المسلمين، واعتقدوا أن المذهب الزيدي ليس بعيداً عن أهل السُنة مادامت كتب هؤلاء الأئمة هي كتب المذهب الزيدي"


مؤلفاته:
ترك المؤرخ زبارة كتبا كثيرة تعتبر مراجع أساسية في تاريخ اليمن و تراجم رجاله، من أشهرها:
1- نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر. طبع سنة 1348ه‍/1929م. وأعيد طبعه عن طريق (مركز البحوث والدراسات) في مدينة صنعاء.

2- نشر العرف لنبلاء اليمن بعد الألف. طبع في مصر في مجلدين ضخمين، ثم أعيد طبعه عن طريق (مركز البحوث والدراسات) في مدينة صنعاء، في ثلاثة مجلدات.

3- أئمة اليمن في القرن الرابع عشر، ثلاثة أجزاء، طبع منها الأول، والثاني في مدينة القاهرة، سنة 1376ه‍/1956م.

4- نزهة النظر في أعيان القرن الرابع عشر. طبع في مجلد عن طريق (مركز الدراسات والبحوث) بصنعاء سنة 1399ه‍/1979م.

5- الأنبا عن دولة بلقيس وسبا. طبع في مصر.

6- عظة التاريخ، منظومة تاريخية، طبعت في مصر سنة 1372ه‍/1952م.

7- لامية نبلاء اليمن، الذين ماتوا في القرن الرابع عشر. طبعت في مدينة صنعاء سنة 1363ه‍/1943م..

وفاته :
توفي رحمه الله في 16 ذي الحجة عام 1380هـ (1961م) عن عمر ناهز التاسعة والسبعين عاماً، ودفن بجربة الروض، جنوب صنعاء رحمه الله وأحسن إليه.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

حدث في مثل هذا الأسبوع

حدث في مثل هذا الأسبوع (23 - 29 من ذي الحجة)

وفاة علامة القراءات الشيخ عبد الرازق علي إبراهيم موسى 23 من ذي الحجة 1429هـ(2008مـ): الشيخ عبد الرازق علي إبراهيم موسى...المزيد