إن المرأة هي المسؤولة في المقام الأول عن المنزل، فهي تحمل على عاتقها خدمة زوجها وتربية الأطفال بشكل سليم ورعايتهم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :)أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) متفق عليه)، وفي ظل خروج المرأة للعمل نتيجة التغير الاجتماعي للمجتمع أصبح من الضروري الاستعانة بالخادمة لمساعدتها في أمور المنزل والاعتناء بالأبناء فترة غيابها.
أسباب الاتكال على الخادمة
إن لاتكال المرأة العاملة على الخادمة أسبابا كثيرة وذلك من خلال اعتناء الخادمة بأبنائها وتلبية حاجاتهم والاهتمام بهم إضافة إلى النظر في شؤونهم، وترجع هذه الأسباب عادة في كثرة عدد أفراد الأسرة الواحدة حيث تلجأ المرأة العاملة للاستعانة بالخادمة لتتمكن من تلبية احتياجات كل فرد في الأسرة وتضمن عدم تقصيرها في أداء واجباتها الأسرية حتى لو كان على سبيل الإشراف فقط، وهناك من النساء العاملات اللاتي يشعرن بأنهن عاجزات تماماً عن إدارة المنزل والتوفيق بينه وبين العمل وتربيتهن لأبنائهن، فتعيش الواحدة منهن حالة من التوتر والقلق والضغوط النفسية والاجتماعية، وقد ينتابها الشعور بالذنب كونها تحمل على عاتقها مسؤولية الزوج والأبناء والمنزل معاً، والرعاية والتربية والمتابعة اليومية، ومن هنا تتولد رغبتها الملحة في التشبث بيد العون التي تمتد لها لتضع كل حملها على الخادمة أملاً بأن تتجاوز هذه الضغوط ولو كان جزءاً بسيطا منها.
مشاكل ترك الأطفال مع الخادمات
رغم إيجابيات الخادمة في المنزل كمساعدة الأم على القيام بالأعمال بالمنزلية التي تأخذ من وقتها وجهدها الكثير والذي يصعب على المرأة العاملة القيام بها لعودتها من العمل منهكة، إلا أن ترك الأطفال في عهدة الخدم يشكل خطرا عليهم.
فالخدم يؤثرون على ثقافة أطفالنا ودينهم وأخلاقهم وقيمهم، فتظهر لنا سلوكيات منحرفة خارجة عن المألوف لملازمتهم الدائمة للخدم خصوصا إذا كانوا من ديانة أخرى، فنجد أنهم يؤثرون في الطفل من خلال ممارسة طقوسهم الدينية والعقائدية أمامهم والتي تؤثر على عقيدته ودينه بحكم ملازمته لهم ولقد شاهدنا الكثير من مقاطع الفيديو لأطفال يقومون بحركات تنتمي لديانة أخرى.
ويؤثر الخدم أيضا على اللغة لدى الطفل فمنهم من يتأخر النطق عنده ومنهم من يتكلم بكلام غير مفهوم وآخرون تصبح لديهم عيوب نطقية مثل التأتأة أو الفأفأة وتستمر معهم حتى الكبر، كما يعتبر تدخل الخادمة في رعاية الأبناء أثناء غياب الأم من المشاكل التي تؤثر سلبا على التربية السليمة لهم، فعلاقته بوالدته يمكن أن تتأثر جراء بعدها عنه لساعات طويلة فيجد صعوبة في التفريق بين السلوك الخاطئ والصحيح.
ومن الملحوظ أن أغلب الأسر تعتمد على الخادمة في كل شيء مما ينعكس ذلك على الطفل فيتعلم الاتكالية ولا يستطيع الاعتماد على نفسه وعندما يكبر تكبر معه هذه العادة ويصبح شخصا كسولاً، وبعض الأطفال في سن الرابعة أو الخامسة يتعلقون بالخادمة وحين تختفي من حياته يدخل في حالة من الحزن والاكتئاب ويميل للانطواء.
ومن الممكن أن يتعرض الطفل للضرب من الخادمة نتيجة عصيانه لأوامرها أو انتقاما منها للمعاملة السيئة من قبل الأم.
حلول ومقترحات
1. توفير دور الحضانة ورياض الأطفال في كافة المدارس والجامعات والوزارات وبمبالغ رمزية لرعاية أبناء الأمهات العاملات.
2. ضرورة وضع شروط وقوانين من قبل الجهات الرسمية لمكاتب جلب الخادمات وإلزامهم بمنحهم دورة تدريبية لمدة شهر، توضح لهم قوانين وأنظمة الدولة بالإضافة إلى العادات والتقاليد، أو يمكن الاستعانة بكتيبات توضيحية توزع على الخادمات فور وصولهم.
3. على الآباء تعليم الأبناء المسؤولية وعدم الاعتماد الكلي على الخدم حتى يصبحوا ناجحين في العمل.
4. إقامة دورات توعوية للآباء حول مخاطر الخادمات الأجنبيات.
5. تعويض الأبوين للأطفال عن فترة غيابهم عن المنزل بتوفير جو مليء بالحب والحنان والعطف والرعاية.
6. عدم تخلي الأبوين عن دورهم في تربية وتنشئة أطفالهم بأي شكل من الأشكال.
7. وضع قواعد وضوابط شديدة لمظهر الخادمة وأسلوبها في الحديث مع الطفل وطريقة تعاملها معه.
8. أثناء غياب الأبوين عن المنزل يجب عليهم متابعة طريقة تعامل الخادمة مع الطفل ودوره في تربيته للاطمئنان عليه أثناء غيابهم.
المراجع
1. بكار، عبدالكريم.(2011). الحياة الأسرية: مقالات قصيرة في العلاقة بين الزوجين.. وتربية الأبناء. دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة.
2. إسماعيل، إقبال محمد ومؤلفون آخرون.(2008). الخادمات : خطر يهدد أمن الأسرة والمجتمع . جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
3. الطريف، د.غادة بنت عبدالرحمن. (2011). جرائم الخادمات بالمجتمع السعودي: دراسة ميدانية على عينة من الأسر بمدينة الرياض. المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب.
4. بو حنيكة، نذير.(2017). عمل المرأة وأثره في التنشئة الاجتماعية للطفل. جامعة عمار ثليجي بالأغواط.