هو الإمام محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفَّاريني النابلسي الدمشقي الحنبلي أبو عبد الله، وقيل أبو عون، المحدث المتعبد الزاهد الصالح، ولدسنة 1114هـ بقرية سفَّارين من قرى نابلس في فلسطين.
نشأته وطلبه للعلم
نشأ في قريته سفَّارين، وقرأ بها القرآن سنة 1131هـ ، واشتغل بالعلم قليلا، ثم توجه إلى دمشق سنة 1133هـ، ومكث بها قدر خمس سنين، فقرأ بها على الشيخ عبد القادر التغلبي، وأخذ عنه الفقه الحنبلي، وكان الشيخ يكرمه، ويقدمه على غيره، وأجازه على كتابه شرحه على الدليل.
أخلاقه وصفاته
كان رحمه الله كما وصفه تلميذه الزبيدي ذا شيبة منورة، مهابا، جميل الشكل، ناصرا للسنة، قامعا للبدعة، قوالا بالحق، مقبلا على شأنه مداوما على قيام الليل في المسجد، ملازما على نشر علوم الحديث.
عقيدته ومذهبه
كان رحمه الله حنبلي الأصول، يقرر عقيدته على طريقة أهل الحديث باتباع المأثور، واقتفاء السلف في سائر الأمور، وهو القائل :
أما مذهبه في الفروع فقد كان رحمه الله حنبلي المذهب، كما في الاعتقاد، وكان محبا للإمام أحمد، وقد ترجم له مطولا في أكثر من كتاب من كتبه، وكان مكثرا من نقول مذهب الحنابلة، ولا يخرج عن المذهب أبدا، ومع هذا لم يشنع على المخالفين لمذهبه، ولم يقده التعصب الأعمى للنيل ممن لم يكن على مذهبه، بل كان محبا للأئمة الأربعة، ويذكر أقوالهم وأدلتهم حيث ذكر مذهب الحنابلة.
تصانيفه
صنف السفاريني جملة من التصانيف الجليلة النافعة، والتي امتازت بحسن التقرير والتحرير، وبحسن الجمع والتأليف، والترتيب والتوصيف وإكثار النقول من كتب الأئمة المحقيقن كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن حجر، وغيرهم، فجاءت كتبه مليئة بالفوائد والعوائد، وتجاوزت تصانيفه الثلاثين مصنفا، ومن أبرزها :
ثتاء العلماء عليه
لقد نال السفاريني الثناء الحسن، والذكر الجميل، خاصة من تلاميذه، فقد قال الغزي عنه: الشيخ الإمام الحبر البحر النحرير، الكامل الهمام الأوحد، العلامة العالم الكامل المنفوق، خاتمة الحنابلة في الديار النابلسية...). وقال تلميذه الزبيدي: شيخنا الإمام المحدث البارع، الزاهد الصوفي. وقال الشطي عنه: بهجة الفقهاءوالمحدثين، شمس الدنيا والدين، خاتمة الحنابلة في الديار النابلسية. وقال الكتاني : الإمام محدث الشام وأثريه، مسند عصره وشامته.
وفاته
بعد عمر حافل بالعطاء، بين إملاء وإفادة وتدريس وتصنيف توفي السفاريني سنة 1188هـ بنابلس، ودفن بالمقبرة الزاركية من تربتها الشمالية، رحمه الله رحمة واسعة.