الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيخوخة المبكرة .. محنة يمكن تفاديها

  • الكاتب:
  • التصنيف:صحة الأسرة

الشيخوخة المبكرة .. محنة يمكن تفاديها

الشيخوخة المبكرة .. محنة يمكن تفاديها

كثيراً ما نرى رجلاً في الأربعين من عمره وقد أصابته الأمراض بحيث تصبح حالته الصحية (عمره الحقيقي أو البيولوجي) تماثل حالة رجل في الستين من عمره. كما قد نرى رجلاً في الستين من عمره ممتلئاً بالنشاط والصحة وخالٍ من أمراض القلب أو ارتفاع الضغط أو البدانة ويبدو بنشاط رجل في الأربعين من العمر.
ويعد التوتر والانفعالات الشديدة، وأسلوب الحياة الذي يتنافى مع القواعد الصحية، وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، والتدخين، وإدمان المخدرات، والإرهاق البدني والذهني، والإفراط في الطعام ؛ خاصة اللحوم الحمراء من أهم العوامل تساعد على إفراز هرمونات ترفع مستوى المواد الكيماوية النشطة داخل جسم الإنسان، وتدمر خلايا الجسم، وتسبب العديد من الأمراض التي تؤدي إلى الشيخوخة في سن مبكرة.

يقصد بالشيخوخة المبكرة حدوث مظاهر الشيخوخة قبل الوصول إلى المراحل المتقدمة من العمر، فقد يكون الإنسان في مراحل الشباب من العمر ولكن تبدو عليه مظاهر العجز والشيخوخة التي يفترض ظهورها في مراحل أخرى متقدمة من العمر, ويعتمد ذلك إلى حد كبير على الظروف المحيطة بالإنسان والبيئة التي يعيش فيها كما ذكرنا .

مظاهر الشيخوخة المبكرة
ومن أشهر مظاهر الشيخوخة المبكرة :
• التراجع البصري: ويقصد به تيبس عدسة العين، وبذلك يصبح من الصعب عليها أن تتشكل وتغير من درجة تحدبها وتكيفها تبعاً لانقباض العضلة التي تتحكم فيها.
• هشاشة العظام: هو حدوث تخلخل أو تآكل في حجم أو كمية العظام المكونة للجسم ولكن بدون حدوث أي خلل أو تغير في التركيب الكيميائي للعظام, وهذه الظاهرة شائعة الحدوث في النساء بعد سن توقف الطمث، وعادة تتأثر كل عظام الجسم بهذا التغير، وخاصة عظام الفقرات القطنية, حيث تنكمش المراكز العظمية بها، وبذلك يصبح العمود الفقري عرضة للانحناءات، كما تكون العظام عرضة للكسر خاصة الضلوع وعظام الفخذين.
• التهابات المفاصل: ومن أكثر المفاصل تأثرا الركبة والكتف وفقرات العمود الفقرى الظهرية، ويشعر المريض بتصلب في حركة المفصل، وآلام شديدة عند بدء الحركة، حيث تقل حركة هذا المفصل تدريجياً، وكذلك قد يحدث التهابات المفاصل الروماتويدية نتيجة خلل في نظام المناعة الداخلية لجسم الإنسان، مسببا تورم والتهاب شديد في المفصل كما تزداد كمية السائل داخله مما يسبب له ارتشاحاً وتورماً، ويحدث كذلك ضمور واضمحلال في غضروف المفصل واستبداله بنسيج ليفي مما يجعل المفصل غير قادر على الحركة.
• ظهور قوس الشيخوخة: حيث يظهر كقوس رمادي في جسم القرنية على بعد 1 ملليمتر من الحافة الخارجية للقرنية, وربما يظهر على شكل حلقة كاملة أو متقطعة، وهو نتيجة وجود اضمحلال هلامي في طبقات القرنية، الذي يصيب الألياف الضامة, وظهور هذا العرض في سن مبكرة عند الشباب دليل على وجود خلل هلامي في عملية التمثيل الغذائي، وأحياناً يكون مصحوباً بشيب الشعر.
• الاغتراب السنى لجفن العين الأسفل: يقصد به سقوط الجفن السفلى للعين وابتعاده عن مقلة العين، وينتج ذلك لوهن وترهل أنسجة الجسم عامة، وخاصة عضلات وأنسجة الجفن السفلى حيث يبتعد عن مقلة العين.
• ضعف أو انخفاض في حاسة السمع تدريجياً: ويزداد هذا الضعف شدة كلما تقدم العمر، ويحدث ذلك نتيجة لحدوث ضمور في الخلايا الحساسة المختصة باستقبال الموجات الصوتية.

إن مشكلة الشيخوخة هي مجموعة من المشكلات الصحية والنفسية والذهنية، وللجزء النفسي النصيب الأكبر فيها لأن كثيراً من المسنين يهرمون بالوهم قبل أن يهرموا بالشيخوخة، وكل ما نحتاج إليه هو أن نتحدى الشيخوخة ولا نستسلم لها، وذلك بأن نعد الجسم والذهن والعاطفة لنشاط لا يركد، وهذا النشاط قد يبطئ، ولكن العدو الذي يجب أن نكافحه هو هذا الركود الآسن الذي نركن إليه فيما يشبه الموت، كارهين ثقافة الذهن والجسم، قانعين بالاستقرار دون الاستطلاع حتى تبلى العواطف وتموت.

فالإسراف والمبالغة في تناول المقليات والأطعمة المشبعة بالدهون لاسيما الحلويات يعد عاملاً هدّاماً لمرحلة الشباب لأن لكل فئة من المراحل العمرية احتياجات خاصة بها من الناحية الغذائية، ولكل حالة مرضية كذلك نظامها الغذائي الخاص بها، وفى جميع الأحوال لابد من زيادة عدد الحصص المتناولة من الخضروات والفاكهة والابتعاد عن الدهون، واستبدال أطباق الحلويات بالفواكه والتمر والمكسرات وتقليل كمية اللحوم المتداولة واستبدالها بأطباق الحساء المختلفة الغير دسمة، وأن يكون طبق السلاطة هو الطبق الأساسي.

وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة الإقلاع عن بعض العادات السيئة التي قد تكون سبباً في إصابة أغلب الشباب بالأنيميا وهى إقبالهم النهم على تناول الوجبات السريعة «التيك أواي» لخلوها من الفيتامينات التي يحتجاها الشباب في هذا السن.
وممارسة الرياضة مهم جدا ولابد أن نجعل ممارستها متعة وليس واجباً حتى تصبح عادة يومية تدخل السرور على قلوبنا بشرط أن يتم اختيار الرياضة المحببة سواء كانت السباحة أو المشى السريع وإذا خصص 30 دقيقة يومياً للرياضة سوف نعتنى بأجسادنا ونوفر على أنفسنا ساعات وأياماً نقضيها في معالجة أمراض كالقلب والسكر وضغط الدم لأن الرياضة تساعد على إفراز مادة «السيروتونين» في الدماغ وهى مادة طبيعية لمقاومة التوتر العصبي والاكتئاب.

بالحب نقاوم الشيخوخة
والمدهش ما أعلنه بعض الباحثين من أن عاطفة الحب تعد أفضل سبل تقوية المناعة وضبط ضغط الدم مما يترتب عليه تأخير الشيخوخة، عكس الكراهية التي تدمر جهاز المناعة وتسبب أمراض القلب والضغط والسكر والكبد والقولون العصبي، فالحب يشيع الشعور بالرضا والبهجة والأمان والاستقرار والأمل والتفاؤل وهذا الشعور ينشط إفراز هرمون "إيمورتنين" ويحفز المخ على إفراز مادة «الغالسيوم» ومادة «الإنكفالين» ويحفز الغدة النخامية على صنع مواد تعرف باسم «الفاوبيتا أندروفين» وكلها هرمونات ربانية مهدئة تزيل التوتر والقلق وتشيع الحيوية والنشاط وتحافظ على سلامة الجسم، وتكسب البشرة نضارتها وشعر الرأس جماله، وتساعد على التكيف مع البيئة، والبحوث التجريبية إلى أن الإنسان في حالة الحب يكون ضغط دمه في الشرايين مثالياً مما يجنبه أمراض القلب والسكر والكلى التي تهدّْ الجسم وتعجل بالشيخوخة وتقصف العمر، والخلاصة أن مضادات الشيخوخة والمرض تسبح داخل أجسامنا وما علينا إلا أن نستحضرها وننشطها بالحب، ذلك الساحر العجيب.

أيضا حبوب اللقاح لما تحتويه من أسرار وأسرار لم يكشف عنها العلم حتى الآن النقاب، تستطيع أن تقى الإنسان من شرور هذه الشيخوخة المبكرة وكان أبوقراط يقول: "إذا أردت الاحتفاظ بشبابك, فعليك بتناول ملعقة من عسل النحل يومياً ". واستخدام حبوب اللقاح بصفة دائمة ومستمرة يزيل الشعور بالهرم والشيخوخة، ويشعر الإنسان بالنضوج، وهو بهذا يستمتع بالحياة وينشط لجنى ثمرات السنين الماضية.
ويمكن القول بأن خليطاً من عسل النحل وحبوب اللقاح والغذاء الملكي هو غذاء ضد الشيخوخة، حيث قد أعطى ذلك الخليط لعدد من الشيوخ تتراوح أعمارهم بين 65- 85 عاماً، وظهرت نتائج ايجابية عند 65% منهم في صورة زيادة الشهية وظهور الحيوية والسعادة، كما أصبح ضغط الدم طبيعياً وزال الإحساس بالتعب والإجهاد, ويعتقد الأطباء والباحثون أن تلك المادة تقوى وظائف الجسم وتزيد من مقدرة العمل اليدوي والذهني وتحسن المزاج العام، وتجعل عمليات تبادل المواد الغذائية طبيعية، وبالإضافة إلى ذلك فإنها تزيد من التفاعلات المناعية للجسم، وتقوى من الخواص الدفاعية لكرات الدم البيضاء.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة