الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدركوهم قبل أن ينصروا

أدركوهم قبل أن ينصروا

أدركوهم قبل أن ينصروا

في مقاله في مجلة البيان ـ والمنشور أيضا على موقعه ـ بعنوان "تنصيراللاجئين السوريين" .. يقول الدكتور إبراهيم بن محمد الحقيل:
"جاءني على البريد الألكتروني مقطع مسجل لفتاة سورية بيدها رزمة من الكتب والرسائل التنصيرية، وذكرت أنها سجلت هذا المقطع ليعرف المسلمون ما يحتف باللاجئين من مخاطر عدة من أخطرها التنصير، وتقول: استغلوا كوننا أرامل وأيتام ووحدنا، فزارونا وأعطونا هذه الكتب وربطوا مساعدتهم لنا بقبولها، ثم طلبوا منا قراءتها، وحفظ مقاطع من الإنجيل، وضربوا لنا موعدا محددا فمن نفذ مرادهم أكملوا مساعدته وتعاهدوه، يريدون شراء ديننا، نحن قبلنا هذه الكتب من أجل أن نعيش، ولن نرضى ببيع ديننا بمساعدتهم، ونعلم أن المسلمين لن يرضوا بذلك، ولن يتخلوا عنا؛ ولذا نقلنا لهم هذه الصورة ليتصرفوا، وفي نهاية خطابها تطالب المشايخ أن يعدلوا هذا الوضع.

ونشرت صحيفة الأنباط الأردنية في 19/5/2013م أن رئيس المجمع البابوي للكنائس الشرقية في حاضرة الفاتيكان الكاردينال ليوناردو ساندري التقى عددا من العائلات السورية اللاجئة في الزرقاء، وأشرف على توزيع معونات مقدمة من جمعية الكاريتاس الخيرية.

نقلت صحيفة أحرار برس في 23/5/2013م أن كنيسة الاتحاد بمدينة المفرق قد دأبت منذ بداية اللجوء السوري إلى الأردن على توزيع كتب دينية وأناجيل مع الطرود الغذائية التي تقدم للاجئين السوريين مستغلين حاجتهم للمساعدات المادية والغذائية، كما قامت الكنيسة المذكورة بضم بعض أبناء اللاجئين السوريين إلى الصفوف المدرسية ليتلقوا تعاليم الدين المسيحي.

وهذا ما دعا الداعية السورية غادة النادي أن توجه نداء للأمة الإسلامية أنقله بطوله لأهميته، تقول فيه:
(إن ما يحدث في الداخل السوري من قتل وذبح ومجازر وتمثيل بالأحياء والأموات أرحم مما يحدث في مخيمات اللجوء هنا.

شاهدت تقريرا إخباريا "أمريكيا" من مخيمات اللاجئين السوريين بجرش الأردنية.. والمشهد يعج بالآتي: مجموعة كبيرة من اللاجئين السوريين: نساء، بنات، أطفال، شيوخ، شباب.. مع مجموعة من حوالي 22 فردا (نساء ورجال) تابعين لإحدى الجمعيات التبشيرية الأمريكية.. يحملون معهم صنوفا هائلة من أفخم الثياب، والأغطية، و الأطعمة.. وابتسامات، وقُبل وكلمات مواساة بأحضان دافئة!!

مُقدمة التقرير: صورة كبيرة لتمثال مسيحهم، إلههم المصلوب.. ثم تنتقل الكاميرا للتركيز على حجاب أخواتي من السوريات، ولحى إخواننا من السوريين!

ويأتي صوت رئيسة البعثة التبشيرية النصرانية: ها هم أهل السنة من سوريا يقبلون "مسيحنا" مُخلصا لهم، يداوى جراح ما فعلته بهم حرب "إخوانهم" من "المسلمين".. ويقدم لهم الخلاص في الدنيا "طعام، و غطاء ودواء، ورحمة".. ويقدم لهم الخلاص في الآخرة "مغفرة و جنة" !!

ثم تظهر شابة سورية مسلمة بزيها الإسلامي "الشرعي".. وتُلقنها رئيسة البعثة، وتردد الفتاة خلفها: نعم آمنت بالمسيح إلها ومُخلصا وبعد أن ينتهيا يتعانقان، وينفجران في نوبة بكاء هستيرى.. وأنا معهن حتى تفطرت كبدي!!
ثم تدور الكاميرا على بقية إخواننا السوريين.. منهم من يبتسم ويُقبل الصليب. ومنهم من يتوارى بنظراته الغارقة في الحسرة والأسى خجلا من أن يراه أحد وهو على مشارف الكفر بالله تعالى. أو وهو يُردد كلمات الكفر حتى لا يموت هو وصغاره بردا وجوعا!!

وهنا.. تموت مني كل الكلمات.. إلا من دعاء، ورجاء لرب الأرض و السماء! يارب العالمين.. أين أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ أين انتم يا مسلمون؟ أين أموالكم المكدسة في خزائن الغرب الذي يقتلنا برصاصه، ويتباكي علينا بإعلامه، ويترحم علينا بصليبه؟). انتهى نداء الأخت غادة أثابها الله تعالى، وبلَّغ نداءها القادرين من أمة الإسلام.

ما أعظم مصاب إخواننا السوريين.. تخلى العالم عنهم، وأسلمهم لأعداء مجرمين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، سرقوا منهم حياة أطفالهم، وأعراض نسائهم، وأملاكهم وديارهم، وأخرجوهم من أرضهم أذلة مكرهين، ثم تلقفتهم أيادي المنصرين تريد سرقة إيمانهم وهو أعز ما يملكون، فلعمري ماذا يبقى لهم إن فقدوا إيمانهم مع ما فقدوه من دنياهم؟!

إن النظام البعثي العلماني النصيري قد ضرب الجهالة على السوريين طيلة العقود الماضية، وكثير منهم من عوام أهل السنة الذين بقيت فيهم الفطرة والانتماء للمسلمين، لكن ليس لديهم حصانة من علم تقيهم التنصير، أو يعرفون بها خطره على أنفسهم وأولادهم، وخاصة النساء والأطفال، وهم أكثر اللاجئين. فواجب على العلماء وطلاب العلم أن ينفروا لمخيمات اللاجئين السوريين في دول الجوار لتحصينهم بالعلم والدعوة ضد جهود المنصرين، وواجب على أثرياء المسلمين أن يسدوا حاجة هؤلاء اللاجئين؛ لئلا تضطرهم الحاجة إلى المنصرين، ولا سيما من كانوا قريبا منهم، ويتيسر لهم الوصول إليهم.

إن تخلي المسلمين عنهم خذلان لهم ، وفيه إسلامهم للمنصرين ليبدلوا دينهم، ويفسدوا عقائدهم، فيخسروا آخرتهم مع دنياهم وتخسرهم الأمة، ووالله ليُسألن القادرون عن حمايتهم إذا لم يحموهم من شر التنصير والمنصرين، فأين هي أخوة الإيمان؟ وأين هي نخوة أهل الإسلام؟ يا أمة الإيمان والإسلام، فاتقوا الله تعالى في إخوانكم الذين قضوا في المعارك، لا تخذلوهم في حريمهم وأطفالهم!!
نسأل الله تعالى أن يحفظ عليهم دينهم، وأن يخذل النصيريين والمنصرين وأعوانهم. إنه سميع قريب.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

خواطـر دعوية

فأما اليتيم فلا تقهر

إن مظلة العدالة في الإسلام تحمي الضعاف، وتحنو على الصغار وتحفظ حقوقهم وتنظم علاقاتهم فلا يستذل فيها ضعيف لضعفه،...المزيد