الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأسلحة الإسلامية في قطر.. تحف و كنوز

الأسلحة الإسلامية في قطر.. تحف و كنوز

الأسلحة الإسلامية في قطر.. تحف و كنوز

ظل السلاح العربي بأنواعه منذ قيام الإسلام رمزًا للقوة والعدل، هاتان الصفتان اللتان ما اجتمعتا متساويتين ومنصهرتين مثلما اجتمعتا في الحضارة الإسلامية التي تركت لنا تراثاً حافلاً من الإرث الحضاري بجانبيه المادي والمعنوي وهذا ما بدا واضحا فى الإرث الحضاري من الأسلحة الاسلامية في قطر التي تركها لنا الأوائل وقد استطاع ببراعة شديدة الباحث الدكتور محمود رمضان خبير الآثار والفنون الإسلاميه جمعها وتسطيرها في كتاب جاء فى 180 صفحة من القطع الكبير بعنوان "الأسلحة الإسلامية في قطر" ليخطف أبصارنا بـ "93" تحفة فنية متميزة ونادرة من الأسلحة الإسلامية.

وأشار د.رمضان في مقدمة كتابه إلى أن السلاح العربي الإسلامي منذ القدم كان رمزًا للتحدي والإرادة التي رفعت بنيان دولة الإسلام، وأنهت عهوداً طويلة عرفها العالم من الظلم والجور، ولم يكن هذا السلاح وسيلة للتباهي والاستعلاء والقهر، بل كان رمزاً للشرف والحق، فعكس وهو بيد أصحابه المسلمين رسالة الإسلام للبشرية، فدُمرت به جيوش الظلام والطغيان وأشرقت شمس الحقيقة والحق.
ولم يكتف المسلم كما قال د. رمضان عند صناعته لأسلحته بالغرض العملي منها، أي أنها مجرد أدوات للقتال، بل جاءت كغيرها من منتجاته الحضارية الفنية مليئة بالنواحي الجمالية سواء في شكلها أو في زخرفتها وتزيينها، فإن صُنعت الأسلحة الفردية من الفولاذ والحديد، فقد حُليت بالذهب والفضة ورُصّعت بالأحجار الكريمة والجوهر، وحملت الكثير من الزخارف الإسلامية النباتية والهندسية المتقنة، ولم ُتقيد الفنان والحرفي المسلم المعادن التي يصعب ترقيقها أبدًا عند صناعته للأسلحة المختلفة بل شكّل وزخرف مقابض وواقيات السيوف بأشكال بديعة، وصنع قبضات الخناجر من صخور صلبة منحوتة في غاية الدقة والتنوع.

وكتاب الأسلحة الإسلامية في قطر يعرض لمجموعة من الأسلحة الإسلامية النادرة في مجموعة خاصة بالدوحة ضمت أسلحة مفردة لاستعمال شخص واحد، مثل: السيف و القوس والسهم والرمح والخنجر والدبوس والدرع والترس وأغطية الرؤوس بالإضافة إلى أسلحة كبيرة وثقيلة يشترك في استخدامها أكثر من شخص، مثل المنجنيق، والعراوة، والدبابة، والقذائف النارية والبارودية وغيرها.
وقد صنعت بعض هذه الأسلحة من الجوهر المموه بالفضة والذهب وحملت زخارف نباتية وهندسية ورسوما ومناظر وكتابات باللغة العربية وأسماء بعض صناع السيوف والخناجر في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين.

كما سجل التاريخ على بعض من هذه المجموعة وذكرت أيضا أماكن الصناعة وخاصة في بعض السكاكين التي تعود إلى الفترة المتأخرة من القرن الرابع عشر الهجري، وكتب على بعض نصول ومقابض وأغمدة بعض السيوف والخناجر آيات قرآنية وأسماء الله الحسنى واسم الرسول الكريم سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" وذلك على مهاد من أرضيات نباتية وهندسية في تناغم زخرفي وفني كبيرين.
كما حملت الزخارف السابقة السمة العامة للفنون الإسلامية خلال القرن 12 – 14 هجري التي كانت سائدة في كافة الأقطار الإسلامية ، لتشهد بذلك على ما أبدعته يد الفنان المسلم من تفانيه وذوقه الفنيين، عند تناوله لكافة الفنون ليضيف إليها من فنه المشبع بثقافته الإسلامية المتوارثة.

ويساعد نشر ودراسة هذه المجموعات المتميزة من الأسلحة الإسلامية على زيادة تعريف المسلمين بحضارتهم المشرقة ومنتجاتها وخاصة في وقت تواجه فيه الأمة العربية تحديات تهدد كيانها ومستقبلها، وما لها في مواجهتها هذه، سوى التمسك بعرى تاريخها الحافل وماضيها الزاهر تستمد من صوره المشرقة قدرة الصمود والتحدي والصبر.
____________________
الراية القطرية 5/7/2010م

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

تاريخ و حضارة

من علماء لغة العرب: ابن هشام النحوي

قال عنه ابن خلدون:"مازلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصرعالم بالعربية يقال له ابن هشام: أنحى من سيبويه". أتقن...المزيد