ودعت الأمة عالماً من علمائها وداعية من دعاتها كرس حياته لخدمة العلم والدعوة على بصيرة من الله فكان أحد الأفذاذ الذين أنجبتهم هذه الأمة ذلكم هو الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين من آل رشيد وهم فخذ من عطية بن زيد وبنو زيد قبيلة مشهورة بنجد كان أصل وطنهم مدينة شقراء ثم نزح بعضهم إلى بلدة القويعية في قلب نجد وتملكوا هناك.
عنده من الأبناء ثلاثة أولاد وست بنات وقد تزوج جميعهم وولد لأغلبهم
شيوخه:
أول شيوخه والده رحمه الله تعالى فقد بدأ بتعليمه القراءة والكتابة من صغره وكان رحمه الله من طلبة العلم وأهل النصح والإخلاص والمحبة وقد أفاد كثيراً بحسن تربيته وتلقينه وحرصه على التلاميذ ليجمعوا بين العلم والعمل كما أفاد الشيخ رحمه الله.
ومن أكبر المشايخ الذين تأثر بهم شيخه الكبير عبد العزيز بن محمد أبو حبيب الشثري الذي قرأ عليه أكثر الأمهات في الحديث وفي التفسير والتوحيد والعقيدة والفقه والأدب والنحو والفرائض وحفظ عليه الكثير من المتون وتلقى عنه شرحها والتعليق على الشروح.
و فضيلة الشيخ صالح بن مطلق الذي كان إماماً وخطيباً و قاضياً في حفر الباطن.
ومن أشهر المشايخ الذين قرأ عليهم وتابع دروسهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ .
وقرأ في الدراسة النظامية على جملة من العلماء كالشيخ إسماعيل الأنصاري في التفسير والحديث والنحو والصرف وأصول الفقه وذلك من عام 1375هـ حتى التخرج والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد في الفرائض .
وقرأ أيضاً على الشيخ حماد بن محمد الأنصاري والشيخ محمد البيحاني والشيخ عبد الحميد عمار الجزائري والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد المتوفى سنة 1402هـ و الشيخ عبد الرزاق عفيفي جملة من العلوم والفنون .
وقد استفاد أيضا من مشايخ آخرين في دراسته غير النظامية وأشهرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- الذي لازمه في أغلب الحلقات التي يقيمها في الجامع الكبير بالرياض بعد العصر وبعد الفجر والمغرب.
مناصب تقلدها:
عين الشيخ مدرساً في معهد إمام الدعوة في شعبان عام 1381هـ إلى عام 1395هـ قام فيه بتدريس الكثير من المواد كالحديث والفقه والتوحيد والتفسير والمصطلح والنحو والتأريخ وكتب مذكرات على أحاديث عمدة الأحكام بذكر الموضوع والمعنى الإجمالي وشرح الغريب وذكر الفوائد.
ثم في عام 1402هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد باسم عضو إفتاء وتولى الفتاوى الشفهية والهاتفية والكتابة على بعض الفتاوى السريعة وقسمة المسائل الفرضية وبحث فتاوى اللجنة الدائمة التي يناسب نشرها وقراءة البحوث المقدمة للمجلة فيما يصلح للنشر وما لا يصلح.
إضافة إلى الإمامة والخطابة والدروس المسجدية التي لم تنقطع طوال حياته العليمة فقد كانت دروسه بين أغلب أوقات الصلاة وقد كان يخلف الشيخ ابن باز في المسجد عند غياب الشيخ. وهناك أعمال أخرى قام بها منها التدريس في المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وذلك في عام 1408هـ هذا بالإضافة إلى نشاطه الدعوي في داخل بلاده وخارجها فقد كان رحمه الله شعلة من النشاط والعمل الدؤوب من أجل نشر دين الله والتعريف به .
مؤلفاته:
من مؤلفات الشيخ المباركة (أخبار الآحاد في الحديث النبوي) و(التدخين مادته وحكمه في الإسلام) و(الجواب الفائق في الرد على مبدل الحقائق) و (الشهادتان معناهما وما تستلزمه كل منهما) و (التعليقات على متن اللمعة) و(تحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي).
و له رسائل صغيرة مطبوعة كـ(الإسلام بين الإفراط والتفريط) و(طلب العلم وفضل العلماء) هذا إضافة إلى الأسئلة والحوارات التي حولها طلابه إلى كتب استفاد منها الناس وأصبحت مرجعاً لطلاب العلم لما حوت من تحقيق وتأصيل عرف به الشيخ رحمه الله كـ (حوار رمضاني) الذي طبعته مؤسسة آسام للنشر عام 1312هـ في 28 صفحة بقطع صغير وكذا في أسئلة متعلقة برمضان وقيامه والقراءة في القيام ودعاء الختم ونحوه حيث ألقى بعض الشباب 36 سؤالا وقد كتب عليها جوابا متوسطا ثم قام السائل وهو سعد بن عبد الله السعدان بتحقيقها وتخريج أحاديثها وطبعت بعنوان (الإجابات البهية في المسائل الرمضانية) نشر دار العاصمة مطابع الجمعة الإلكترونية عام 1413هـ 103 صفحة .
وفاتـه:
توفي الشيخ يوم الإثنين الساعة الثانية بعد الظهر 20/7/1430هـ /13/7/2009م وبموته تكون الأمة قد فقدت علماً من أعلامها ومنارة من منارات الهدى نسأل الله أن يسكنه الجنان وأن يعوض الأمة فيه خيراً